فلسطين أون لاين

​غطوا استنزاف الوحدات

متبرعون بالدم يخففون معاناة الجرحى

...
غزة - صفاء عاشور

مع انطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، ظهرت الحاجة الماسة لتبرع المواطنين بالدم، وخاصة حملة فصيلة الدم الأندر في العالم "O-"، وقد أطلق عدد من ذوي المُصابين مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير الدم الذي يحتاجه أبناؤهم، ومؤخرا دعت وزارة الصحة المواطنين الحاملين لفصيلة "O-" للتوجه فوراً للتبرع بالدم في وحدات المختبرات وبنوك الدم، لإنقاذ حياة الجرحى في أحداث مسيرة العودة الكبرى.

150 استجابة

ومنذ اليوم الأول في مسيرة العودة الكبرى انتشرت مناشدات عدة من ذوي بعض المصابين يطلبون فيها توفير وحدات دم من فصيلة "O-" للمصاب، وهو ما حصل مع عبد الله الكحلوت والذي كان قد أصيب برصاصة في أسفل الكتف.

إصابة الكحلوت الخطيرة دفعت أقاربه لنشر استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يناشدون فيها حملة هذه الفصيلة من الدم بالتبرع له، وهو ما حصل حيث لبى ما يزيد عن 150 شخص نداء العائلة.

وحول تفاصيل هذه الحادثة، قال حسام الكحلوت، أحد أقارب المصاب، إن "عبد الله" كان من أوائل المصابين في المسيرة، إذ أُصيب في العاشرة والنصف من صباح اليوم الأول للمسيرة.

وأضاف في حديث لـ" فلسطين": "الرصاصة دخلت تحت كتف عبد الله ومرت بالرئتين ثم استقرت في الكبد وهو ما تسبب بحدوث نزيف حاد له، فاستهلك خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى بعد الإصابة 50 وحدة دم".

وبين أن الأطباء في مستشفى الشفاء أخبروا أهله بضرورة توفير مزيد من وحدات الدم من نفس الفصيلة، وهو ما دفعهم للجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المناشدة.

وبحسب الكحلوت، فبعد نشر المناشدة تجاوب مع العائلة ما يزيد عن 150 متبرعا، وهو ما ساهم في توفير كميات كبيرة من الفئة الأندر في العالم "O-".

وأوضح أنه بعد توفر وحدات الدم، تمكن الأطباء من إجراء العمليات اللازمة للمصاب حتى استقرت حالته.

بسبب النزيف

ومع استمرار مسيرة العودة، استمر سقوط المصابين الذين يستهدفهم الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة غير معروفة وبأنواع رصاص تدمر أعضاء الجسد في حال إصابتها، وهو ما حصل مع الشاب عبد الله الشمالي من مدينة رفح.

ابن عم الجريح رائد الشمالي أوضح أن إصابة عبد الله كانت برصاصة في الكبد وهو ما دفع الأطباء إلى استئصال جزء منه، ولكن النزيف استلزم تعويض الجريح بـ93 وحدة دم في أقل من 24 ساعة.

وقال لـ"فلسطين": "فصيلة دم ابن عمي هي (O-)، واستمرار النزيف عنده جعلنا نتنقل بين مستشفيات القطاع وبنك الدم من أجل توفير ما نحتاجه من وحدات له، لكنه كان بحاجة لكميات كبيرة".

متبرع دائم

وفي ظل الحاجة الكبيرة من وحدات الدم للمصابين والجرحى، فإن المئات من الشباب يتبرعون بالدم بشكل دائم، وهم على تواصل مستمر مع المستشفيات للتبرع في حال وجود أي حالة بحاجة لأي نوع من الدم، وخاصة من ينتمون لفصيلة "O-".

طارق الشمالي، أحد الشباب المسجلة أسماؤهم في مستشفيات القطاع، فهو يحمل دمًا من فصيلة "O-"، ويتبرع به منذ ما يزيد عن 12 عامًا لمن يحتاجه.

وقال لـ"فلسطين": "الأحداث الأخيرة وإصابة الآلاف في مسيرة العودة زاد من حاجة المستشفيات لوحدات الدم، وخاصة النادرة، وهو ما دفعني للتبرع بالدم ثلاث مرات".

وأضاف الشمالي: "رغم أن الأطباء حذروني من التبرع بالدم بكثرة؛ خوفًا حدوث تكسير في الدم، إلا أنني لا أستطيع تحمل دموع أمهات الجرحى وأقاربهم عند عدم توفر وحدات الدم اللازمة لهم"، متابعا: "التبرع بالدم هو أقل ما يمكنني فعله تجاه الشباب الذين يقدمون أرواحهم في مسيرة العودة الكبرى".

تغطية العجز

في السياق ذاته، قال مدير دائرة المختبرات وبنوك الدم في مجمع الشفاء الطبي كايد أحمد: "بعد إطلاق وزارة الصحة دعوتها للمواطنين للتبرع بالدم خاصة حملة فصيلة "O-" وجدنا تجاوبا كبيرًا وواضحًا في مناطق القطاع كافة".

وأضاف لـ"فلسطين: "خلال اليومين الماضيين، تم سحب العشرات من وحدات الدم التي تبرع بها المواطنون تلبية لمناشدة وزارة الصحة، حيث توجه العشرات من أصحاب فصيلة "O-"، إلى مستشفيات القطاع".

وتابع: "هذه الحملة عوضت الاستنزاف الحاد الذي حصل في أرصدة جميع مستشفيات القطاع على مدار الأسابيع الماضية بسبب الإصابات الكثيرة في مسيرة العودة الكبرى، وتمت تغطية العجز بالكامل".