فلسطين أون لاين

​حبّة قمح تشعل قلب الدّيراوي اشتياقًا

...
كتبت - حنان مطير

تمسك أم إبراهيم الدّيراوي بسنبلة قمحٍ خضراء لم تنضج بعد تماماً، وتمضغ منها حبّة وتتمنى ما تتمنّى. "يا ليت الله يهدّي البال ونرجع.. أتخيّل هذا اليوم فيتملك الفرح قلبي.. فما البال لو أنه يحدث حقيقةً.. إنه حلم، يا الله ما أحلاه..".

أم إبراهيم لاجئة من مدينة بئر السّبع وتبلغ 62 عاماً، كانت تغوص بين حقل الزيتون الواقع شرق الشجاعية قرب الحدود مع الاحتلال مرتديةً "الدّاير" الأسود والشاشة البيضاء المزيّنة بالورود البنفسجية، وقد جاءت برفقة صديقاتِها لتشارك في مسيرات العودة الكبرى بدعوةٍ من أحد المساجد التي اعتادت الصلاة والاستماع للدروس الدينية فيها في حي الزيتون بغزّة.

تروي لـ"فلسطين": "أتذكّر والدتي وحكاياتِها التي كانت ترويها لي في حياتها الزراعية في بئر السبع، فأنا هنا أشعر وكأنني نسخة عنها.. ويا ليتني أعود وأمارس الأعمال التي كانت تمارسها، لقد توفيت وهي تحلم بالعودة".

وتقول: "انشرح صدري في ذلك الحقل الأخضر وشعرت وكأنني في بلادي المُهجّرة، لقد أشعل طعم تلك الحبة في قلبي نار الشوق للبلاد والأمل بالعودة".

وتضيف وقد عقدت جبينَها: "للأسف اليهود المجرمون يتمتعون ويتنعّمون بأراضينا خلف هذه الحدود ونحن تأكلنا الحسرة".

ثم تعود البهجةُ لحديثها وتؤكد: "سنعود بإذن الله، فالله لن يخيّب أملنا بالعودة ولن يبقى الحرمان قائما ما دام الشعب كلّه يشارك في تلك المسيرات، فإن مات الكبار فالصغار لن ينسوا أبداً".