فلسطين أون لاين

عائلة "ماضي": لماذا قنص جيش الاحتلال طفلنا؟!

...
غزة - أدهم الشريف

"ما الذي فعله؟!، طفلٌ كهذا لماذا يُستهدف بالرصاص؟!"، كلمات يسأل بها الجد عدنان ماضي (72 عامًا) عن سبب قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي حفيده الطفل حسين، في السادس من الشهر الجاري.


بلغ الطفل 14 عامًا من عمره، لكنه كان يتمتع بالجرأة الكافية للتوجه نحو شرق غزة، حيث يقيم الفلسطينيون خيامًا على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة سنة 1948م، ضمن فعاليات مسيرة العودة التي انطلقت بحلول الذكرى الـ42 لأحداث يوم الأرض في 30 آذار (مارس) الماضي.


إحدى هذه الخيام التي أقيمت خصصت للاجئي قرية "بيت جرجا"، التي ينحدر منها الشهيد.


ويذكر الجد لصحيفة "فلسطين" كيف كان حفيده يسأله دائمًا عن توقيت العودة إلى القرية، التي هجرت العصابات الصهيونية أهلها الفلسطينيين منها قسرًا إبان النكبة.


يقول: "في الجمعة الأولى للمسيرة حرص الطفل على المشاركة في فعاليات الخيام شرق المدينة".


ومقابل الاحتشاد السلمي استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل.


في مشهد الاستهداف هذا نجا الطفل، وعاد إلى أهله في حي الشيخ رضوان (شمالي مدينة غزة) سالمًا.


لكن بحلول الجمعة الثانية التي أطلق عليها "جمعة الكوشوك" حدث ما لم يكن متوقعًا.


"دون أن يعلم أحد توجه حسين إلى الخيمة، كان آمنًا ولم يفعل شيئًا" يقول الجد المكلوم بفقدان حفيده.


يضيف: "أصابوه بطلقة قناصة في الصدر وهو واقف عند الخيام البعيدة مئات الأمتار عن السياج الفاصل، شرقًا".


لم تتمالك العائلة نفسها أمام هول الصدمة، وهرع كلٌّ إلى مستشفى الشفاء للاطمئنان على حالة ذلك الطفل، الذي كان يعشق الفرق الكشفية، وحرص على الانضمام إليها منذ التحاقه بمدارس غزة، كما كان حريصًا على تفوقه في الدراسة.


يقول الجد: "كان خبر استشهاده صدمة كبيرة، استقبلناه بحزن وألم شديدين".


ويبدي الجد وعائلة ماضي بأكملها استغرابهم الشديد استهداف طفل مثل حسين، خاصة أنه كان في مكان بعيد عن السياج الاحتلالي.


لكن العائلة تعرف جيدًا أن استشهاد ابنها كان ضريبة التمسك بحق العودة، الذي علمه الطفل حسين جيدًا وعرف معناه الحقيقي، فاستشهد متمسكًا بقريته المهجرة منذ 70 سنة.


وكان حسين واحدًا من عدة أطفال استشهدوا إثر إصابتهم بطلقات قناصة الاحتلال، الذين يطلون برؤوسهم من خلف ثكنات عسكرية وتلال رملية.


لكن عائلته تؤكد أنها لن تتنازل عن حقها في مقاضاة الاحتلال وملاحقة جنوده، ولأجل ذلك رفعت دعاوى قضائية من طريق مراكز حقوق الإنسان الفلسطينية.


وإن كان حسين قد غاب تاركًا آثارًا جميلة في ذكريات من أحبوه؛ فإنه ترك أيضًا اثنين من الأشقاء و3 شقيقات، ينحدرون كذلك من قرية "بيت جرجا"، يقول جد الطفل الشهيد: "إذا متنا نحن الكبار فإن الصغار لا ينسون، وسيعود هؤلاء إلى أراضيهم".