لم أستغرب مطلقا حين دعا كاتب صحفي يدعى عبدالله الهدلق دولة الاحتلال "إسرائيل" لإبادة أهالي غزة الذين يشاركون في مسيرة العودة الكبرى، لم استغرب ذلك لأن هناك الكثير من المختلين عقائدياأتيح لهم الظهور في الفضائيات والصحف في بعض الدول العربية، ولكنني اعجب كل العجب كيف تسمح دولة الكويت الشقيقة التي نقدرها كل تقدير لأمثال هؤلاء للإساءة للكويت أولا ثم لفلسطين وأهلها.
وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية يسعى الى تغيير الية التصويت في مجلس الامن ليحرم الولايات المتحدة من استخدام حق النقض " الفيتو"، وهو أمر تعجز عنه كل الأسرة الدولية بل لا تستطيع الاقتراب منه، فكيف بنا ونحن ما زلنا نطارد من اجل الاعتراف بنا وبقضيتنا. أنا اطالب وزير خارجيتنا ان يتصدى أولا لمن يشوهون القضية الفلسطينية والفلسطينيين، نريد منه أن يلجم الهدلق وأمثاله لأن ما يدعو اليه فيه إساءة لكل ما هو فلسطيني، وعلى الجميع ان يدرك ان شعبنا قادر على الرد على هؤلاء المتصهينين، والرد على من تزعجه مسيرة العودة الكبرى هو التمسك بها، وطالما انها تغيظ العدو وترهبه فهي تغيظهم وترهبهم وسيمضي شعبنا قدما ولن يتراجع حتى يحقق أهدافه.
مسيرة العودة اخرجت كل الفئران من جحورها، كما اخرجت كل الحاقدين عن طورهم، لم يعد بإمكانهم السكوت، لا يستطيعون لأن دولة الاحتلال " اسرائيل" استنفرتهم كلهم، حتى ان بعض الفلسطينيين بدأ يشكك في جدواها بذريعة انها ليست سلمية ودليلهم العدد المتزايد من الشهداء والجرحى، هؤلاء لا يفرقون بين سلمية شعبنا ووحشية الاحتلال، مسيرتنا سلمية ولكن العدو إرهابي ولهذا سقط منا شهداء وجرحى دون سقوط أي جندي اسرائيلي ، ومع ذلك فقد سقطت هيبة جيش الاحتلال بأكمله والدليل هو لجوء العدو لأطراف غربية وعربية للضغط على حماس من اجل إنهاء مسيرة العودة قبل ان تخرج الأمور عن السيطرة، وحماس ترفض ذلك وتركت الخيار لأهل غزة ليذهبوا بمسيرتهم وثورتهم إلى أي مدى يشاؤون.
مسيرة العودة ماضية الى تحقيق اهدافها، لن توقفها الوعود الكاذبة بتخفيف الحصار عن قطاع غزة، لن توقفها التهديدات بالتصعيد، وكذلك لن توقفها محاولات التشويه؛ ليرفع الحصار عن قطاع غزة، ولتعلن الاطراف العربية رفضها لصفقة القرن وليتوقف المطبعون عن الارتماء بأحضان اليهود وحينها سيكون لكل حادثة حديث.