فلسطين أون لاين

​فيديو أظهر سادية قناصته ضد المدنيين السلميين المطالبين بحق العودة

التظاهر السلمي.. حقٌّ يكفله القانون وتنتهكه "مراهقة الاحتلال"!

...
شبان يتلقون أحد المصابين خلال مسيرة العودة شرق القطاع (تصوير / رمضان الأغا)
غزة - أدهم الشريف

أظهر شريط فيديو قصير لحظة إطلاق قناصة الاحتلال الإسرائيلي النيران صوب أحد المتظاهرين ومن ثم سقوطه أرضًا مباشرة، مدى استهتار هؤلاء الجنود بحياة المواطنين الغزِّيين المشاركين بالفعاليات السلمية في نقاط تجمع مسيرات العودة الخمس الممتدة من شمال قطاع غزة حتى جنوبه.

وقد أدى الاستهداف الإسرائيلي للمتظاهرين إلى استشهاد 30 مواطنًا بينهم مصور صحفي، وإصابة 3078 آخرين.

ونُشر فيديو استهداف أحد قناصة الاحتلال على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى ردود فعل منددة بإصابة الشاب الفلسطيني شرق غزة.

من جهته، قال أستاذ علم النفس والاجتماع في جامعة الأقصى فضل أبو هين: إن استهداف المدنيين العزل ليس جديدًا بالنسبة لجنود الاحتلال، وهو ذات الأسلوب الذي اتبعوه في انتفاضة الحجارة بغزة والضفة الغربية المحتلة.

نشأت على القتل

وأضاف أبو هين لـ"فلسطين"، أن "نفسية جنود الاحتلال مبنية على القتل ويتزامن ذلك مع الخوف والرعب وعدم الأمن الذي يشعرون به، وبالتالي فإن أي كائن حي أمام هؤلاء يثير بداخلهم فقدان الأمن، فيعطون لأنفسهم مشروعية القتل لتحقيق الهدوء النفسي لديهم".

ولفت الأنظار إلى أن معظم جنود الاحتلال خلف السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، من فئة الجنود المراهقين، والسياسة الإسرائيلية تزرع بداخلهم العداء بشكل كبير للفلسطينيين ولكل من هو مسلم، ولديهم عقائد تدفعهم للقتل والتبارز في ذلك.

وتابع: إن التربية والتنشئة والمعتقدات الدينية لدى هؤلاء الجنود تحرض على القتل، وعندما تكون النفسية متوترة خائفة قلقة، فإنهم يعتقدون أن غزة هي عبارة عن جحيم، وهذا وحده يدفعهم إلى القتل قبل أن يفكر أحد في الإساءة لهم، كما يعتقدون.

وبناءً على ذلك بدأ يتسابق جنود الاحتلال في إطلاق نيران أسلحتهم صوب المواطنين كجزء من ثقافتهم وعقيدتهم لأجل تحقيق الهدوء النفسي عبر القضاء على الفلسطينيين، فيما يهديهم وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان الهدايا، ويتوجه كذلك كأبطال.

وكان جيش الاحتلال ذكر أنه يحقق مع الجندي الذي صور شريط الفيديو المذكور، وسط هتافات الفرح والشتائم من قبل رفاق الجندي الإسرائيلي؛ كون المصور نشره للعامة، وليس لأن الجرم شنيع.

كما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن جيش الاحتلال يفحص شريط الفيديو الذي يوثق عملية قنص فلسطيني كان يقف في الجهة الثانية من الشريط الحدودي مع غزة دون أن يقوم بأي حركة، ومن ثم تُسمع في الشريط أصوات الجنود الذين يهللون فرحا لإصابة الشاب، بما في ذلك صراخ بألفاظ نابية.

حق مكفول ولكن!

بدوره، قال محامي مركز الدراسات والبحوث القانونية محمود عفانة: إن حق التظاهر السلمي كفلته الشرائع والمواثيق الدولية لأي شعب كان حتى الوصول إلى تقرير المصير.

لكن عفانة أضاف لـ"فلسطين"، أنه لطالما تعودنا على التجاوزات الخطيرة والفاضحة والسيئة والوقحة من جيش الاحتلال، فإن ما يفعله "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وتابع: "ليس غريبًا قيام جيش الاحتلال بمثل هذه التجاوزات، وهي تمثل خرقًا واضحًا للقوانين الدولية".

وأشار الحقوقي إلى عدم وجود رادع للاحتلال، والمواقف الأممية والدولية دائمًا في جانب الاحتلال، ولا أحد يحرك ساكنًا تجاه ما يفعله من انتهاكات ومجازر ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين.

ووصف استهداف قناصة الاحتلال للمدنيين "تجاوزا خطيرا يرتكبه جنود يضربون بعرض الحائط الأعراف والمواثيق الدولية التي تضمن وتكفل حق التظاهر السلمي".

وأشار إلى إمكانية الاستفادة من مشاهد استهداف المدنيين عبر ملاحقة السلطة الفلسطينية لقادة وجنود الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية بعد أن أصبحت فلسطين عضو في الأمم المتحدة وأتاح لها ذلك الانضمام إلى العديد من الاتفاقيات الدولية بما فيها تلك التي تكفل حقوق الإنسان.

وكانت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، قالت: إنها تتابع بقلق بالغ العنف وتدهور الأوضاع في قطاع غزة، في سياق المظاهرات الحاشدة.

وأضافت بنسودا في بيان صحفي، أن العنف ضد المدنيين في وضع مثل السائد بغزة، قد يشكل جرائم بموجب نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية.