فلسطين أون لاين

​"شرق غزة".. وجهة المدعوين لحفل خطبة "أبو سكران"

...
غزة - نسمة حمتو

كانت فكرة إقامة حفل خطوبة على الحدود الشرقية لمدينة غزة حلمًا يراود الشاب رمضان أبو سكران، والذي عمل منذ عام 2012 كمصور في هذه المناطق، ما زاد من إعجابه بها وشجعه لإقامة حفل خطبة فيها، يدعوه إليه جميع الأقارب والجيران، وبعد سنوات طويلة وعندما قرر يكمل نصف دينه، عادت الفكرة لتداعب خياله من جديد، ولكن هذه المرة بشكل مختلف، وفي ظروف تساعد على تنفيذها، فآلاف الفلسطينيين يشاركون يوميًا في فعاليات مسيرات العودة عند على الحدود الشرقية، وإقامة الحفل هناك يعني حضور عدد كبير من الناس لهذه المناسبة.

لذلك لم يكتفِ الشاب بأن تكون زيارة مخيمات العودة جزءا من الاحتفال بخطبته، بل قرر أن يكون الحفل بالكامل هناك، وأن يدعو معارفه إلى الحدود، فكتب في بطاقة الدعوة أن مكان الحفل هو "شرق غزة، مخيم ملكة، بالقرب من المنطقة الصناعية"، وذيل الدعوة بـ"عريس العودة" و"عروس العودة"..

بشكل سلمي

قال أبو سكران: "اخترت هذه الفكرة كنوع من أنواع التضامن بشكل سلمي مع المشاركين على الحدود الشرقية، وللتأكيد على حق العودة، وعلى أننا مستمرون في الحياة بأتراحنا وأفراحنا".

وأضاف لـ"فلسطين": "يجب أن نقوم بمثل هذه الأعمال عند الحدود الشرقية لنثبت للعالم أننا كفلسطينيين نستحق الحياة".

وتابع: "نحن بحاجة لشيء جديد يختلف عن العنف الذي يمارسه الاحتلال بحقنا، فنحن شعب يستحق الحياة حتى ولو استهدفنا الاحتلال".

وعن رأي خطيبته في الفكرة، أوضح: "شاهدت المكان معي، ووافقت على أفكاري، وهي متحمسة لتنظيم الحفل هناك، فهي تعرف أنني متعلق بهذه الأرض وأحب منطقة الحدود التي أعيش فيها وتربيت فيها".

سيقيم أبو سكران حفل إشهار كبير على الحدود الشرقية ليغيظ العدو بفرحه ومشاركة أهله وأقاربه معه، على حد قوله.

وخلال الحفل، سيحمل الشاب وعروسه حمامة وسيطلقها نحو السماء.

وأوضح: "اليوم حفل إشهار، وغداً ربما حفل زفاف أو سهرة شباب، سأفتح المجال لغيري من الشباب لتكرار الفكرة، وكل الهدف من وراء ذلك هو نشر فكرة سلمية المظاهرة".

مستعدٌ للمجازفة

ولكن ألا يخشى أبو سكران أن يطلق الاحتلال النار على المكان الحفل؟، أجاب: "أنا مستعد للمجازفة مقابل إيصال الصورة للعالم أجمع".

وبيّن: "وجهت دعوة لكثير من الشخصيات والمؤسسات الحقوقية لحضور هذا الحفل كي نوثق أي جريمة قد يرتكبها الاحتلال بحقنا".

وطالب أبو سكران الشباب بابتكار بأفكار جديدة ينفذوها على الحدود، فهذه الأعمال ستبقى موثقة في التاريخ الفلسطيني.

وقال: "هذه الفكرة تشجيعٌ للأجيال الجديدة وستكون سيرة لأبنائي وأحفادي فيما بعد تاريخياً، من يقوم بهذه الأعمال سيشهد لهم التاريخ بسلميتهم واستبسالهم على الحدود".

ولفت أبو سكران إلى أن أصوله تعود إلى مدينة غزة، لكنه يؤمن بأن الأرض واحدة، وأنها لكل الفلسطينيين، وبالتالي على الجميع المشاركة في فعاليات مسيرة العودة.