فلسطين أون لاين

​كن مصدرًا للفرح

وأنت تفتح عينيك بعد نوم عميق أو حتى مضطرب تنبه أن العرض قد ابتدأ, وأنك مجبر منذ هذه اللحظة على عكس شيء إيجابي في المحيط حولك, فلا أحد ينتظر أن يرى امتعاضك مرسومًا على ملامحك لأسباب حقيقية أو غيرها كبداية نهار.

مهما كان ما مررت به خلال ليلتك أو أثناء نومك وما خلّف من آثار نفسية، عليك تذكر أن لا ذنب لمن حولك برؤيتك عابساً, وابدأ يومك بالتصدق بالابتسامة, فأنت لا تعلم ما تكنه صدور الآخرين من هموم لتزيدها بتقطيب جبينك وعبوس وجهك, أضف إلى ذلك أن أسرع ردود الفعل حيال الوجوه العابسة هو الإعراض عنها وتجنب النظر إليها.

يقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"، أخرجه مسلم

ينتصف النهار على معظمنا ونحن في أعمالنا وأشغالنا, ولا يخلو عمل من عثرات وصعوبات وإجهاد, فلا تدع أيًا منها ذريعةً لك لتتسبب في إيذاء الآخرين بقولٍ أو فعلٍ أو حتى نظرة, الجميع لديه ضغوطات والجميع تنتظره أعمال لينجزها, ولست وحدك الذي يحمل عبء الحياة بتفاصيلها الدقيقة مع عبء المسؤولية. فتصرف على هذا الأساس ولا توهم نفسك بالانفراد بالأعباء, فلا تستكثر على من حولك الملاطفة بالابتسامة والكلمة الطيبة التي تشد الأزر وتخفف العبء، ولا يوجد أجمل من دعاء متبادل بين الزملاء بالعون من الله.

الدعاء بالخير كبسولة تقوي الروابط وتبعث الإيجابية بين الناس

أما إن كنت في موقع السلطة, وأيًا كان منصبك, وكانت مصالح الناس بين يديك, فأنت مسؤول عن إنجازها على أكمل وجه وبأقصر وقت, ولا ترهن إنجازها لمزاجك المعكّر أو الرائق, أو زوال همومك. عليك أن تفصل تمامًا بين حياتك الخاصة, ومصالح العامة, وعليك أن تتذكر أن العالم مليء بالمشاكل. ولا تحترف فرض شخصيتك على مرؤوسيك بالكراهية والتسلط واقتناص الأخطاء, فلن تحصد سوى الكره وسوء الذكر وستدور الدوائر عليك يوما،إذ لا تُخلد المناصب لأصحابها.

روي عن النبي صل الله عليه وسلم، أن هناك واد في النار اسمه وادي هبهب يسكنه من يُدخل الهم والغم على الناس

لو أن كلاً منا فكر كيف يكون مصدراً لفرح وسعادة كل من حوله, فبدأ بإسعاد ذاته بالرضى والعمل, مروراً بإسعاد أسرته بحسن رعايتها وحمايتها والإحسان لها, وانتهاء بإسعاد كل من حوله بقضاء حوائجهم ونفعهم وتقديم الخدمات الإلزامية والتطوعية لهم, عندها وعندها فقط سيتحول العالم لحديقة فرح وليوتوبيا حقيقية, فنحن لا نحتاج إلى البحث عن السعادة, فهي ستأتينا حتما حينما نكون قد هيأنا لها موقعا في قلوبنا.

إن السعادة تتحرك باتجاهك في اللحظة التي تبدأ فيها في ضخ السعادة باتجاه الآخرين