فلسطين أون لاين

​"الكوشوك".. بين "النكتة" والسياسة والأدب

...
غزة - رنا الشرافي

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية وخاصة موقع فيسبوك وسم "جمعة الكوشوك"، الذي غرد عليه النشطاء بألوان مختلفة من المنشورات، بعضها أخذ طابع النكات والمرح، وبعضها أخذ الطابع السياسي، وأخرى كانت تعبر عن أصحاب الأقلام الأدبية من النشطاء، وإن كانت "جمعة الكوشوك" قد انتهت، إلا أن الحديث عنها وتداول تلك "القفشات" لم ما يزل مستمرًا.

"فلسطين" رصدت عينة من تلك القفشات التي توضح مدى الدعم الجماهيري الشعبي لـ"جمعة الكوشوك"، وهو الاسم الذي اصطلح عليه الفلسطينيون للجمعة الثانية من أيام مسيرة العودة الكبرى السلمية التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية، وفيما يأتي بعض تلك القفشات:

تعريف بالجُمعة

"‏‎Noor Al Gamr‎‏" نشر في الثالث من نيسان الجاري –قبل جمعة الكوشوك بيومين- على صفحته تعريفًا لـ"جمعة الكوشوك"، حيث يؤكد سلمية التظاهرة وأن الدافع الوحيد لحرق إطارات السيارات هو حماية المتظاهرين من القنص.

يقول نور في منشوره: "جمعة الكوشوك اسم أطلقه الفلسطينيون على الجمعة الثانية من مسيرة العودة الكبرى، حيث سيتم حرق إطارات السيارات لحجب الرؤية عن قناصة جنود الاحتلال الإسرائيلي في المظاهرة السلمية لتجنب سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والإصابات".

وهو ما عبرت عنه "إلهام الشامي" بطريقة فكاهية، في منشور على صفحتها تقول فيه: "حسب ما رأيت فإن كميات الكوشوك التي وصلت الحدود الشرقية لقطاع غزة.. لا نحن ولا حتى جنود الاحتلال سوف نرى بعضنا اليوم".

وأضافت: "اليوم سوف يُلقون بأسلحتهم الرشاشة والقناصة ونحن سنرمي الشديدات والمقاليع، وسيحدث اشتباك بيننا وبينهم بالأيدي حتى نرى شبابنا يتعالجون في مستشفى سوروكا ببئر السبع وتل هشومير في الداخل المحتل عام 1948، وجنودهم ملقون في مستشفيات الشفاء والنجار والأقصى والإندونيسي في قطاع غزة"، وختمت بقولها: "اليوم برعاية ناسا والشحبار اللي واصل لفوق فوق".

أما "Ismail Almisshal" فعبر منشور على صفحته قدم اعتذارًا فكاهيًّا لجميع سكان الكرة الأرضية، جاء فيه: "السادة سكان الكرة الأرضية نعتذر لوجود طبقة سوداء في سمائكم اليوم وذلك لأعمال صيانة للكوكب وإعادة الحق إلى أهله.. شكرًا لتفهمكم‫‫، جمعة الكوشوك".

بدورها استعانت الناشطة أفنان القطراوي، بأحد مقاطع الفيديو التي نشرها شباب التظاهرة، ونقلت في منشور على صفحتها ما جاء فيه، حيث يقف أحد شبان جمع الكوشوك في أثناء عمله ويقول: "إذا لم تخرجوا من بلادنا سنخرب الغلاف الجوي للكرة الأرضية"، في إشارة منه للاحتلال.

وفي خضم هذا الكم من القفشات كان لا بد من حضور الأمثال الشعبية الفلسطينية، وهو ما قامت به "Lolo Mt"، والتي استعانت بالمثل الشعبي القائل: "من طيب بلادك ليّس على خداك"، ونشرت على صفحتها منشورًا كتبت فيه: "من كوشوك بلادك حط على خدادك".

مبالغة للترفيه

وبعض المنشورات حملت في طياتها مبالغات هدفها الترفيه والدعم لفكرة إحراق الإطارات، وأحد هذه المنشورات الفكاهية، هو للناشط Ahmed Nasser، الذي نشر على صفحته: "سجل عندك مردخاي.. أولاد أبو إسماعيل جابو 500 كوشوكة، وأولاد أبو جبريل حوالي 700 كوشوكة، أولاد أبو حكمت جابو خمسطعشر كوشوكة، وأولاد أبو حاتم جابولكم يجي تلتميت كوشوكة".

ولم تغِب الرياضة عن بال المشاركين، فنرى الناشط أحمد سعيد، يعلق على صفحته قائلًا: "صباح الخير.. هدف رونالدوا مبارح بجيب سكتة دماغية أصعب من جمعة الكوشوك عاليهود".

أما الناشط Alaa Abu-Shawish، لفت انتباهه عدد طائرات الاستطلاع "الزنانة" في الجو فنراه يكتب على صفحته: "مقابل كل عجل كوشوك في الأرض فيه زنانة في الجو.. الواحد صار محتار هي جمعة الكوشوك ولا جمعة الزنانات".

وردًا على الجدل الذي أحدثته "جمعة الكوشوك" قبل اندلاعها وتحدث بعضٌ عن آثارها السلبية على البيئة، علق الناشط Mahmoud Foda في منشور على صفحته يقول فيه: "المشاغبون لهم جمعة الكوشوك.. وناس الصحة والبيئة الأسبوع الجاي لهم جمعة البالونات".

الاختلاف لا يفسد

بدوره علق الناشط همام عماد العلمي، في منشور على صفحته، على التجاذبات بين النشطاء حول دعم أو رفض جمعة الكوشوك، جاء فيه: "كونك ضد جمعة الكوشوك ما بيعني إنك ما اتشارك فيها.. عادي تستطيع المشاركة وأن تمارس حقك في التظاهر السلمي، والناس يمارسو حقهم في إشعال الكوشوك، وأنت بتمارس حقك في عدم ممارسة حرق الكوشوك".

بينما علق الناشط Ramy S Abdu على الأحداث وقال في منشور على صفحته: "لماذا ندعم جمعة الكوشوك؟ بعيدا عن كل ما يمكن أن يقال في إطار مشاغلة الاحتلال وصناعة الحدث هناك أمر آخر.. الكوشوك هو إرادة الميدان وعلينا احترام تلك الإرادة، بل دعمها، هي إرادة من يحمل روحه على كفه ويتقدم الصفوف ولا يمارس دور الكمبارس.. هم ليسوا بحاجة لمُخرِج يلقي عليهم العظات والدروس، هم بحاجة لمساعدتهم في إيصال الرسالة! إذا كان بإمكانك مساعدتهم في ذلك فافعل، وإلا بإمكانك أن تبدي رأيك بتهذّب وبتمني وبرجاء فقط".

وهناك من علق على اتجاه الرياح وخدمته للمتظاهرين، مثل الناشطة Fatema Mabhouh، والتي كتبت في منشور على صفحتها الآية الكريمة: "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ‏"، واتبعتها بالقول: "والرياح جند من جند الله".

"كوشوك" الأدباء

الأدباء أيضا كان لهم مكان في التعليق على الأحداث، فنرى الناشطة دعاء جمال طافش، تقول: "أتدري ما الجَمَال؟ أن يتوشَّحَ وجهُك بالسَّوادِ وقلبُك أبيضٌ نقيٌّ حرٌ أعظمُ.. سلامٌ على الثائرين. جمعة الكوشوك"، وتنشر مع التعليق صورة طفل متشح بالسواد.

بينما الناشط محمد رباح نشر على صفحته قصيدة نثرية تقول: "إنّا رميناهم بجند مُحمّدٍ.. لمّا بنارِ الطَائرت رَمُونَا.. وبثورة الكوشوك صَاغ صغارُنا.. شِعرا عَلى بحرِ الردى موزونَا.. فاليومَ تستمعُ الغيومُ لصوتنا.. قسرا ويهتك فعلنا الأوزونا.. وإذا ابن غزة (مَلدَنتْ) مع عَقلِه.. ذُهلَ اللبيبُ وبَايعَ المَجنونَا".