فلسطين أون لاين

​الشاب حرارة.. يحتفل بزفافه على حدود غزة الشرقية

...
تصوير محمود أبو حصيرة
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

لم يدر بخلد الشاب طه حرارة (27 عاما) يوما ما, أن يحتفل بزفافه داخل خيمة العودة المقامة قرب موقع ملكة جنوب شرق مدينة غزة، ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار التي انطلقت تزامنا مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ 42 ليوم الأرض.

وعلى وقع الأهازيج التراثية والأغاني الوطنية المنسجمة مع حركات رقصة الدحية البدوية، بدأت مراسم حفل الزفاف بعدما رفع العريس حرارة على أكتاف الشبان ملوحا تارة بالكوفية وأخرى بالعلم الفلسطيني، وذلك على بعد أمتار من السلك الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948.

وجذبت أصوات الفرح الصادحة من الخيمة الشبان والعائلات التي حضرت مسبقا إلى منطقة الاعتصام المفتوح، ليتحول حفل زفاف حرارة، الذي يقطن حي الشجاعية، شرقي المدينة، إلى مهرجان وطني للتأكيد على إصرار الفلسطينيين على حق العودة إلى ديارهم.

واكتملت صورة الحفل جمالا بارتداء أقارب العريس الأزياء الشعبية، التي كانت لباس الفلسطينيين في القرى والبلدات قبل وقوع النكبة، بينما بدأ بعض كبار السن يتبارزون بسيوفهم ومن حولهم تحلق عشرات الشبان يدبكون على الأرض بأقدامهم على وقع الأنغام الشعبية، في حين كانت وسائل الإعلام توثق الحدث بالصوت والصورة.

وفي لحظة استراحة العريس حرارة قال لصحيفة "فلسطين": "منذ أن علمت بخبر مسيرة العودة وانطلاق التحضيرات لها، قررت نقل حفل زفافي وسهرة الشباب إلى أقرب خيمة وقد حظيت الفكرة بدعم كبير من أفراد عائلتي والأصدقاء".

وأضاف حرارة وقد بدت علامات السعادة على وجه "هذا الاحتفال داخل المخيم ليس الأول من نوعه، ولكنه يؤكد مجددا أن الفلسطيني متمسك بحق العودة ولديه الإصرار الكامل على تحقيقه مهما كانت الظروف".

وأوضح حرارة أن الاحتلال سبق أن نغص على عدد من أفراد عائلته حياتهم ودمر ممتلكاتهم، خلال العدوان الأخير على غزة صيف 2014، ولكنهم جاؤوا اليوم إلى المنطقة الحدودية لنثبت للاحتلال أحقيتنا في الأرض المسلوبة أولا وقدرتنا على صناعة الفرح مهما كانت التحديات ثانيا. وسبق أن أقدم عدد من شبان قطاع غزة على الاحتفال بزفافهم داخل "مخيمات العودة"، التي أقامتها اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة.