فلسطين أون لاين

​معايير الجمال بين إناث الأجيال الجديدة والسابقة

...
غزة - صفاء عاشور

لم تعد البساطة في المظهر كافية لفتيات الأجيال الجديدة، فمع انتشار الفضائيات والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت موضوعات الجمال و"الموضة" محط اهتمام الفتيات بشكل كبير، فأغلب الطفلات والمراهقات حاليا مهتمات بتوفر معايير محددة في مظهرهن، ويشمل ذلك، القوام الرشيق، والأزياء، ومساحيق التجميل، وتصفيف الشعر وغير ذلك من الأمور التي أصبحت مجاراتها أمرًا مرهقًا ومكلفًا، بالإضافة إلى أنه قد يكون مخالفاً للدين والقيم المجتمعية التي تعيش فيها الفتاة.

سابقًا، كانت الطفلة ترتدي ما تختاره أمها، وتكتفي بتصفيف الشعر المناسب لعمرها، بخلاف ما هو حال الطفلة والمراهقة اليوم، فما السبب في هذا الفرق بين الأجيال المختلفة؟

التكنولوجيا سبب

الأخصائية النفسية ليلي أبو عيشة قالت: "خلال العشرين سنة الماضية طرأت تغيرات كثيرة على معايير الجمال التي تتبعها الفتيات في الدول العربية ومن ضمنها فلسطين".

وأضافت في حديث لـ"فلسطين" أن هذه المعايير أصبحت تعني للفتيات الكثير، فالواحدة منهن تخصص الكثير من وقتها لمتابعة كل ما هو جديد في عالم الموضة، والجمال، والتزيين، والملابس، والإتيكيت وغير ذلك، رغبة منها في أن تكون ذات مظهر مميز.

وتابعت: "الحداثة وانتشار التكنولوجيا عاملان سهلّا للفتيات الوصول إلى أي مكان يرِدنه وأي معلومة يبحثن عنها بضغطة زر فقط، وهو ما جعل الكثير منهن على استعداد ورغبة في متابعة جميع التطورات الخاصة بالجمال والموضة".

وواصلت: "الأمر تعزز مع التركيز الكبير على ضرورة الاهتمام بالمظهر من خلال البرامج التلفزيونية المهتمة بكل ما يتعلق بالموضة، بالإضافة إلى انتشار المواقع الإلكترونية والكثير من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي المتخصصة لإرشاد الفتيات بأبسط الطرق لكيفية الاهتمام بأنفسهن واتباع الموضة من الألف إلى الياء".

وأوضحت أبو عيشة: "فتيات الجيل الجديد ينظرن للأمور الجمالية باهتمام كبير، قد يكون على حساب متطلبات أخرى أكثر أهمية، وأحينا يكون مخالفًا لقيم دينية ومجتمعية، كارتداء ملابس مخالفة لمواصفات الزي الإسلامي".

حاليًا، ينصب اهتمام الفتاة على ما مواكبة ملابسها للموضة العالمية، وطريقة واستخدام مساحيق التجميل، والأدوات التي يجب أن تمتلكها لاستخدام هذه المساحيق، وكيفية تطبيقها، بالإضافة إلى طريقة تحدثها التي قد تكون غريبة عن المجتمع المحيط بها، وفق أبو عيشة.

ضمن الحدود المقبولة

وقالت: "الوضع الحالي يختلف بشكل كبير مقارنة عما كان سابقا، حيث لم تكن الفتيات مهتمات كثيرا بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة المتعلقة بالمظهر، وكان يتم الاكتفاء بالمظهر العام وبعض الرتوش التي كانت تظهر الجمال الطبيعي وليس المصطنع كما هو الحال في هذه الأيام".

وأضافت: "إصرار الفتيات على مواكبة الموضة من ملابس ومساحيق تجميل وغير ذلك، ربما يفوق القدرة المادية للأسرة، ويكبد رب الأسرة الكثير من المصاريف التي تذهب في غير مكانها، خاصة إذا كان وضع الأسرة المادي متواضعا".

وشددت على ضرورة أن تهتم الأم بكل ما تتابعه ابنتها فيما يخص الأزياء والمكياج وغيرها من الأمور الجمالية للتأكد من أنها لا تخالف الشرع والقيم المجتمعية.

ولفتت أبو عيشة إلى أن المتابعة لا تعني منع الفتاة من الاهتمام من مظهرها، بل لا بد من تشجيعها على ذلك، ولكن في الوقت ذاته يجب توعيتها بأن الاهتمام بشكلها ينبغي أن يكون ضمن حدود الدين والعادات والتقاليد.