فلسطين أون لاين

​كم كوبًا من الحليب تحتاج يوميًّا؟

...
غزة - حنان مطير

يُعدّ الحليب ومنتجاته من أهم ما يمكن أن يتناوله الإنسان ويحصل به على قيمة غذائية عالية، فقد احتلّ مكاناً أساسياً في تغذية الإنسان منذ القدم، ويختلف استهلاك الحليب من منطقة إلى أخرى، وكذلك يختلف استهلاكه من فردٍ إلى آخر، وهنا تتحدث "فلسطين" مع أخصائية التغذية سماح وادي عن أهمية الحليب وقيمته الغذائية ومدى احتياج الفرد منه.

ومبدئياً توضح الأخصائية وادي أن الحليب المجفّف يتم فيه سحب كمية الماء الموجودة من خلال عملية تسمى تبخير الحليب السائل ليصبح من صورة الحليب السائل إلي الحليب البودرة (حليب مجفف كامل الدسم) وبالتالي يصبح أكثر تركيزاً في كل ما يحتويه من مغذيات كالكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية – وفق قولها-.

وتذكر أهمية تلك المغذيات في التالي:

أولاً/ البروتينات: هي المحتوى الأكبر في الحليب، ومن أهم البروتينات الموجودة الكازيين وبروتينWhye ، ويحتوي أيضا علي بعض الأحماض الأمينية مثل ليسين وايزو ليسين والهستدين والفالين والثيرونين والتربتوفان التي لها دور كبير في نمو الأعصاب والعضلات.

ثانياً/ الكربوهيدرات: وتكون هنا الحصة الأكبر لسكر اللاكتوز الذي يتحول في الجسم الي جلكوز وكلاكتوز وهو يلعب دوراً مهماً في منع حدوث الالتهابات في الجهاز الهضمي, واللاكتوز أيضا يساعد على امتصاص الكالسيوم.

ثالثاً/ الدهون: يحتوي الحليب المجفف على نسبة كبيرة من الدهون حيث يكون كامل الدسم، ولكن هذه الدهون غير مشبعة، وبالتالي قد تكون خطراً على صحة الانسان لاحتوائه أيضا علي نسبة عالية من الكوليسترول الضار.

رابعاً/ يحتوي الحليب علي الفيتامينات الذائبة في الدهن A-D-E- K وهو وسط مناسب للاستفادة من هذه الفيتامينات التي لها دور كبير في تحسين وظائف جسم الانسان.

وحسب الأخصائية وادي فإن "فيتامينA مهم في تقوية جهاز المناعة ويحسن الرؤية والإبصار، وفيتامين D يساعد في امتصاص الكالسيوم والفسفور، وفيتامين E يعد من أقوى مناعات الأكسدة، وأخيرا فيتامين K الذي يعمل على تجلط الدم".

وتوضح وادي أن الحليب يحتوي علي العديد من الأملاح المعدنية كالكالسيوم والفسفور والمغنسيوم والبوتاسيوم والزنك.

الاحتياج اليومي

وإذا تحدثنا عن الاحتياج اليومي من الحليب سواء السائل أو المجفف، فيتفاوت من شخص إلي أخر بناءً على عدة عوامل ومنها المرحلة العمرية والحالة الصحية والحالة الفسيولوجية (طفل– مراهق- حامل– مرضع- رياضي), فكل شخص له احتياجه الخاص.

وحول هذا، تذكر وادي أنه يُفضّل إعطاء الحليب للأطفال بعد الشهر السادس من العمر ويكون كعامل مساعد وليس كمصدر أساسي – وفق حديثها، ومن عمر سنتين إلى خمس سنوات يتم إعطاؤه كوبين من الحليب، الأول صباحًا بغرض الطاقة والنمو والاخر مساءً لتحسين وتسريع عملية النوم.

وتوضح أن "تناول الحليب ليلا أمر جيد، حيث يتزامن معه هرمون النمو الذي يُفرز ليلاَ، أما تناول الحوامل أربعة أكواب يوميا من الحليب كفيل بولادة طفل صحي وسليم، كما أنه يقي من المضاعفات أثناء الحمل والولادة خاصة خلال المراحل العمرية المتقدمة".

فيما تفيد أن الحليب يقي المرأة من أن تصاب بهشاشة العظام ويقي الطفل من الإصابة بلين العظام "الكساح".

أما بخصوص الرياضيين، فتذكر الأخصائية وادي أنهم "يحتاجون كثيراً من مصادر البروتينات والحليب، إذ يُعد مصدراً بروتينياً حيوانيا، بحيث يحتاج الشخص بروتيناً بمعدل 2غم/ كغم، وبالتالي فإن الشخص الذي يزن 70 كغم، يحتاج الي 140 غرام من البروتين والكوب الواحد يحتوي على 8 غم بروتين".

وفي مرحلة المراهقة الحرجة جدا والتي يبدأ فيها التكوين الداخلي للجسم هرمونيا سواء للذكور أو الإناث والهرمونات فيفضل إعطاء المراهقين حليباً بمعدل كوبين على الأقل يوميا، وإن كان لا يرغب في طعمه أو رائحته يضاف إليه بعض النكهات كالموز أو الفراولة أو الشوكولاتة، كما تقول وادي.

محاذير

أما في الحالات المرضية، فتضيف وادي: "يجب أن نكون حذرين في تناول الحليب المجفف، فبعض الحالات تُمنع من تناوله، كمرضى الكلى وحساسية اللاكتوز، والبعض الآخر يقلل منه، كمرضى القلب والأوعية الدموية والسكري، حيث يتناوله بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا".

ويكاد لا يخلو منتج من مكون الحليب، ويدخل في صناعه الكيك والمعجنات والسحلب والبسكويت بكافة أنواعه وغيره, لذا يجب علينا قراءة بطاقة التعريف للمنتج وخاصة إن كنا نعاني من بعض الأمراض التي سبق ذكرها.

وتؤكد وادي أنه بالرغم من الفوائد التي ذُكرت، إلا أن الحليب المجفف ليس كحليب الأم "حيث أنه لا يحتوي على أجسام مضادة، وبالتالي ليس له دور في تقوية جهاز المناعة وتحسينها، ويحتاج في إعداده الي إجراءات يُفترض أن تكون تحت شروط صحية لأنها مصدر عدوى، كما أنه لا يُعرف ما هي الأغذية التي تناولتها الحيوانات، إن كانت تأكل من مراعي طبيعية أن أعلافًا، وما هي طبيعتها، ومن جانب آخر فإن الحليب المجفف لا يتم هضمه بسهولة ولا بشكل كامل وقد يؤدي الي الإمساك والانتفاخ والغازات".

ويحتوي على أكسدة الكوليسترول وهو أخطر أنواع الاكسدة التي لها دور كبير في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.