فلسطين أون لاين

​أزمة الكهرباء تساند "الفشل الكلوي" ضد "آدم"

...
غزة - صفاء عاشور

بعمرٍ صغير، وجسد هزيل، يعيش الطفل "آدم أبو عيدة" معاناة من نوعٍ آخر، فهو صاحب الوجه الملائكي الذي لا يمل الوجع من ضرب جسده وإنهاكه، فقبل أن يتجاوز الشهر الخامس من عمره، بدت عليه ملامح المرض، وتبين أنه مُصاب بفشلٍ كلوي، وعلى الفور، تم تحويله إلى مستشفيات الداخل المحتل ليحصل فيها على العلاج.

"آدم" الطفل ذو العامين والنصف يعيش معاناة ربما لا يدرك لها معنى، ولا يجد عقله الصغير تفسيرا لما يشعر به من ألم، ولا يعرف أسباب تدهور صحته، وما يُفاقم المشكلة عدم توفر احتياجاته من الأجهزة والأدوية والحليب اللازم في قطاع غزة.

علاج الكبار

ونظرًا لصغر سن "آدم"، كان لازماً أن يتم توفير علاج خاص له يختلف عن العلاج الذي يحصل عليه الكبار، بينما العلاج المتوفر في مستشفيات القطاع متخصص في غسيل الدم فقط، وهو علاج لا يتناسب مع الأطفال.

محمد أبو عيدة، والد الطفل، قال: إن ابنه يحتاج إلى علاج من نوع خاص يُسمى "الغسيل البروتيني" وهو علاج يعتمد على وصل أجهزة الغسيل ببطن الطفل لمدة 12 ساعة متواصلة.

وأضاف لـ"فلسطين" أنه بعد حصول آدم على العلاج في مستشفيات الداخل المحتل، وقبل رجوعه للقطاع، أحضر معه الجهاز الخاص بعملية الغسل البروتيني بالإضافة إلى الأدوية والمحاليل اللازمة لذلك.

وبذلك، تمكن أبو عيدة من علاج ابنه في المنزل، ولكن الأمر لم يستمر طويلاً، بسبب الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وعدم توفره للفترة اللازمة لعلاج آدم والتي تقدر، فهو بحاجة لتوفر الكهرباء 12 ساعة متواصلة لجلسة العلاج الواحدة.

حاول الأب توفير بدائل عن الكهرباء، فلجأ إلى المولدات الكهربائية، لكنها أثرت على عمل جهاز الغسيل، أما بطاريات UPS فهي غير قادرة على توفير الكهرباء للفترة الطويلة التي يحتاجها آدم لعملية الغسيل.

عدم توفر الغسيل البروتيني في أي من مستشفيات القطاع، دفع الأطباء إلى إجراء "غسيل الدم" لـ"آدم" رغم عدم تناسبه مع عمره، وبعد كل عملية غسيل للدم تزداد حالة الطفل سوءًا، بحسب أبو عيدة.

معاناة أخرى

غياب العلاج اللازم ليس المشكلة الوحيدة في قصة آدم، إذ أوضح والده أن حالة الطفل بحاجة لحليب خاص (سيميلاك pm60/40)، وثمن العبوة الواحدة منه يصل إلى 75 شيكلًا.

وقال: "كل ما نحتاجه هو توفير مصدر للطاقة خاصة في ساعات المساء، والتي يمكن فيها إجراء عملية الغسيل البروتيني لابني أثناء نومه، وهذا سيخفف عنه الكثير من الألم الذي قد يشعر به آدم إن أحرينا الغسيل وهو مستيقظ".

وطالب أبو عيدة المسئولين في وزارة الصحة بتوفير الأدوية والهرمونات والفيتامينات الخاصة لنمو جسد ابنه وكل طفل بنفس حالته، مناشداً أهل الخير بمساعدته في توفير خلايا للطاقة الشمسية ليتمكن من تقديم العلاج لابنه في أي وقت.