تمر علينا الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد الإمام الشيخ أحمد ياسين وسط ما تحياه قضيتنا الفلسطينية من لحظات دقيقة وعصيبة في تاريخا، ونحن نفتقد هذه الأيام لحكمة الشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين في جهاد المحتلين؛ هذا المربي الذي عاش حياة البسطاء من أبناء شعبنا الفلسطيني؛ وهو الإمام، والمربي، والقائد الذي يشحذ الهمم بسمو روحه ونشاطه الفكري رغم إعاقته، وقد رسم ملاحم تحرير أرضنا المباركة من دنس المحتلين الصهاينة، وأسس النشء على مبادئ التربية الدعوية وحب الجهاد، وكان منهجه الدعوي يقوم على تربية الفرد المسلم التربية القوية الصلبة التي تعينه على الجهاد في سبيل الله، وكان يشدد في حياته على أهمية التركيز على التربية وغرسه في نفوس الأجيال من أجل الانطلاق بهم في تحرير أرض فلسطين.
لقد عاش الشيخ أحمد ياسين حياته بين كنف الدعوة والجهاد وأسس هو وإخوانه حركة جهادية كبيرة قوامها جيش بالآلاف كتائب القسام، حمل على عاتقه لواء جهاد المحتلين الصهاينة وتحرير أرض فلسطين، ولقد ركز الشيخ الياسين في حياته الجهادية والدعوية على وحدة أبناء شعبنا الفلسطيني على كلمة واحدة، وبندقية واحدة من أجل مواجهة المحتلين، وكان يشدد دوما على أهمية التربية الإيمانية وغرسها في نفوس الصغار والشباب، وكان يشدد على دعوة الشباب لاستثمار أوقاتهم والمحافظة على الصلاة والطاعات.
ولقد كان الشيخ ياسين يؤكد دوما على أن وحدة الصف والكلمة لأبناء شعبنا الفلسطيني هي الطريق لدحر المحتلين الصهاينة عن أرضنا، وكان يحرص حرصا شديدا على الوحدة الوطنية ويشارك أبناء شعبنا في كافة الفعاليات، وكان له دور مجتمعي كبير وبارز في الصلح بين الناس وجمع الكلمة وتحقيق الوئام بين المتخاصمين من أبناء شعبنا.
لقد كانت أرض فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها محفورة في قلب الشيخ ياسين وإخوانه، ولم تغِب لحظة عن خاطرهم وعن فكرهم، ولقد كانت أرضنا المباركة حاضرة في كل أحاديث الشيخ عن الوطن السليب عن الوطن الضائع عن أرض الأجداد والآباء.. وعندما يتحدث الشيخ عن فلسطين تجد قلبه وعيونه وجوارحه تذكر فلسطين الأرض والقضية والهم الكبير، لقد حدد الشيخ أحمد ياسين استراتيجية شعب فلسطين التي تتمثل في الكفاح المسلح وكافة أشكال مقاومة العدو الصهيوني..
تحيا اليوم أرضنا الفلسطينية في ذكرى استشهاد الشيخ نكبات وآلاما متواصلة ويواصل العدو الصهيوني سرقة أرضنا وبناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية، وتتواصل جرائم تهويد القدس والمسجد الأقصى وتتواصل مكائد العدو الصهيوني ومخططات التهجير بحق أهلنا المرابطين في القدس، كما تواجه فلسطين صفقة القرن الأمريكية والمزيد من مخططات سرقة وتهويد أرضنا المباركة.
إن ما تواجهه اليوم أرضنا الفلسطينية من مخططات إجرامية أمريكية صهيونية يستدعي توحيد الجهود كافة وإنهاء الخلافات بيننا وتصفية النفوس من أجل مواجهة المخاطر التي تواجه قضيتنا الفلسطينية؛ بل إن العدو الصهيوني يغذي هذه الخلافات ويسعى دوما إلى بث الفتنوالخلافات بين الأشقاء من أبناء شعبنا الفلسطيني؛ لذا فإننا اليوم بحاجة ماسة لاستحضار مواقف الشهداء القادة الشهيد القائد أبو عمار والشهيد الشيخ الياسين والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والقائد أبو علي مصطفى والشهيد القائد فتحي الشقاقي وكافة الشهداء الأبرار الذي مضوا في طريق الجهاد والاستشهاد وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل تحرير أوطانهم من دنس المحتلين .
إن ذكرى استشهاد الشيخ الإمام الياسين خالدة في نفوسنا،ولا بد أن تكون هذه الذكرى حاضرة دائما بيننا وتمثل وقودا لنا ودعما في طريق جهاد المحتلين الصهاينة، ويجب أن تكون مواقف الشيخ في الوحدة والوطنية وجمع الكلمة نبراسا للمتخاصمين من أبناء شعبنا من أجل توحيد الكلمة الفلسطينية ورص الصفوف للانطلاق قدما في مشروع تحرير أرضنا من دنس المحتلين .