فلسطين أون لاين

​"الشاباك": العمليات ارتفعت بنسبة 15%

مع قرب يوم الأرض والنكبة.. هل تشتعل انتفاضة العمليات الفردية بالضفة؟

...
غزة - نور الدين صالح

تشهد الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية حالة من تصاعد الهجمة الاحتلالية على المواطنين في مختلف المدن، والتي قوبلت بتنفيذ عمليات فدائية فردية من قبل الشبان الثائرين الغاضبين، الأمر الذي أثار قلقاً في الأوساط السياسية والعسكرية والأمنية الاسرائيلية، دفعها لاتخاذ تدابير للحد من تدهور الأوضاع في الأسابيع المقبلة، ومنع تنفيذ العمليات الفدائية، على حد زعمها.

وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن حالة الغليان في الأراضي الفلسطينية ستزداد، وستشهد مزيداً من العمليات قريباً، فيما يرى مراقبون أن اندفاع الشبان لتنفيذ العمليات الفردية، جاء في ظل انعدام الأفق السياسي في الضفة.

انتفاضة فردية

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي علاء خضر: إن انغلاق الأفق السياسي في الضفة، أثّر بشكل كبير على سلوك الشباب الفلسطيني، معتبراً ذلك "حافزاً لتنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال".

وأضاف خضر لصحيفة "فلسطين": "إذا لم يكن هناك حل سياسي يحد من التوتر القائم في الأراضي الفلسطينية، فإن الأوضاع ستكون مهيأة لاندلاع انتفاضة جديدة عنوانها العمل الفردي غير المنظم".

وتوقع ارتفاع وتيرة العمليات الفردية في مدن الضفة المحتلة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بالتزامن مع إحياء ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من الشهر الجاري.

ومن المتوقع أن تتخذ سلطات الاحتلال الاسرائيلي، سلسلة من الإجراءات الأمنية "الاحترازية"، مع اقتراب إحياء ذكرى يوم الأرض وفق خضر، وأبرزها فرض طوق كامل على مدن الضفة كافة، للحيلولة دون وقوع عمليات فردية، إضافة إلى منع المواطنين من دخول (إسرائيل) مطلقاً.

تصاعد الاشتباك الشعبي

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي في القدس راسم عبيدات مع سابقه، مشيراً إلى أن الأوضاع آخذة في المزيد من التصعيد والاشتباك الشعبي مع الاحتلال، خاصة في ظل الأزمة العميقة التي تعانيها السلطة.

وقال عبيدات لصحيفة "فلسطين": "إن مدن الضفة الغربية على موعد مع اندلاع انتفاضة جديدة في ظل استمرار قمع الاحتلال الاسرائيلي، واستمراره في فرض المزيد من العقوبات والقمع بحق المواطنين، وعمليات ضم الأراضي".

وبيّن أن العمليات تتصاعد مع المناسبات الفلسطينية، سواء يوم الأرض أو يوم النكبة ونقل سفارة واشنطن للقدس، مرجعاً أسباب ذلك إلى ازدياد ممارسات الاحتلال، خاصة عقب قرار ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، واتخاذه سلسلة من التشريعات في الضفة والقدس.

ورأى أن حالة الغليان في الشارع الفلسطيني، ناتجة عن إجراءات الاحتلال ومحاولة تمرير ما تسمى بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، معتبراً العمليات الفردية "تأتي في سياق الرد الطبيعي من أبناء الشعب الفلسطيني على جرائم الاحتلال".

وأوضح أن المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية الاسرائيلية لديها تخوف من تصاعد العمليات الفلسطينية، في مدن الضفة والقدس، لافتاً إلى أن فردية العمليات وعدم تنظيمها يشكّل خطراً على الاحتلال وأجهزته الأمنية، لأنهم يواجهون صعوبة في كشفها.

وبحسب معطيات المنظومة الأمنية الاسرائيلية، فإن هناك ارتفاعاً بنسبة 15% في معدل العمليات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأكدت أن عوامل الانفجار هذه لن تختفي، بل ستزداد وسيزداد تأثيرها في الأشهر القريبة، خصوصاً في ظل أسبوع احتفالات دولة الاحتلال بما يسمى عيد الاستقلال الذي يتزامن مع ذكرى يوم النكبة لدى الشعب الفلسطيني عام 1948.

وبحسب عبيدات، فإن هيبة وجود السلطة تتآكل شيئاً فشيئاً في ظل انحسار الدعم الخارجي لها، وتعاون أطراف عربية مع الولايات المتحدة في تمرير صفقة القرن.

تجدر الإشارة إلى أن مدنا في الضفة شهدت سلسلة من العمليات الفدائية الفردية خلال الأيام القليلة الماضية، أدت إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال وإصابة آخرين، وهو ما أثار تخوفات في منظومة الاحتلال الأمنية.

وبحسب تقديرات إسرائيلية، فإنه في كل جلسة تقدير موقف يعقدها رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، أو رئيس الشاباك، أو كبار المنظومة الأمنية الاسرائيلية، يتم التحذير من الجبهة الأكثر قابلية للانفجار وهي ليست الجبهة الشمالية ولا جبهة سوريا ولبنان، إنما الجبهة الفلسطينية والتي تعد دوماً قابلة للانفجار بشكل غير متوقع.