فلسطين أون لاين

​في غزة.. نجاح المشاريع الريادية يفوق النسب العالمية

...
غزة - صفاء عاشور

رغم كافة المعيقات التي يمر بها قطاع غزة، إلا أن رياديي الأعمال فيها استطاعوا أن يحققوا إنجازًا عالميًا فيما يتعلق بنجاح مشاريعهم، فحسب آخر دراسة أجرتها حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية تبين أن نسبة نجاح المشاريع الريادية في القطاع وصلت إلى 39%.

وعند مقارنة هذه النسبة بالنسب العالمية، يتضح لنا أنها تفوق متوسط نجاح المشاريع الريادية التي تم حساب نجاحها على المستوى العالمي، إذ قُدرت نسبة النجاح بـ30%، وهو ما يدل على أن بيئة القطاع خصبة لنجاح المشاريع الريادية.

علم حديث

مدير مشروع ريادة في حاضنة الأعمال والتكنولوجيا التابع للجامعة الإسلامية المهندس نادر عبد النبي قال: "علم ريادة الأعمال حديث على المستوى العالمي، خصوصاً مع الثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": أن "ريادة الأعمال هي الاتجاه الجديد في خلق فرص العمل والوظائف، كما أن نسبة نجاح المشاريع الريادية في العالم لا تتجاوز 30%، أي أن مشروعا واحدا فقط ينجح من بين كل ثلاثة مشاريع".

وتابع: "من أسباب الفشل التي حددتها الدراسات العالمية، صعوبة طرح خدمات ومنتجات جديدة يمكن أن يتقبلها الناس بشكل سريع، لذلك فإن التسويق عامل مهم في نجاح أي شركة ريادية تحمل فكرة جديدة".

وأوضح أن "طرح أي فكرة جديدة يواجه الكثير من المشاكل والصعوبات، وهنا تكمن احترافية شخصية الريادي نفسه، فإذا كان قادرًا على حل مشاكله والتفكير بحلول واستراتيجيات إبداعية فهو يضمن النجاح، أما بدون ذلك فإن الكثير من الرياديين يستسلمون للعقبات".

العقبات والنجاح

وبيّن عبد النبي أن المشاكل التي تواجه الرياديين في العالم هي نفسها التي يواجهها الريادي في فلسطين وفي قطاع غزة، وإن كانت متشابهة في نوعها، إلا أنها مختلفة في حجمها، فهي في غزة تزيد كثيرا عمّا في دول أخرى.

وقال: "ولكن وفق آخر دراسة أجرتها حاضنة الأعمال والتكنولوجيا عن مشاريع (مبادرون 1 و2 و3) التي نُفذت بين 2010 و2017، تبيّن أن 39% من الشركات لا تزال عاملة في السوق".

وأضاف: "نسبة النجاح هذه أعلى من المتوسط العالمي، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع ساهمت في ألا تنجح إلا الأفكار الريادية، ولو أن الظروف كانت أفضل فإن هذه النسبة يمكن أن تكون أعلى من ذلك".

ولفت إلى أنه على مدار مشاريع مبادرون التي نفّذتها حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة فإنه تم تدريب أكثر من 150 صاحب مشروع، وهؤلاء جميعًا من أصحاب الأعمال حاليا، ونسبة البطالة في أوساطهم "صفر".

وعزا نجاح هؤلاء الرياديين، إلى أن الريادي الذي يحصل على الدعم والتمويل والتوجيه والتدريب وغير ذلك من الخدمات التي تقدمها الحاضنة، يكتسب المهارات التجارية، والإدارية، والتسويقية والقدرة على عرض الأفكار ويختلط بالبيئة الريادية الإبداعية.

ولفت عبد النبي إلى أن هذه المهارات تخلق نوعًا من الإبداع لدى الرياديين، حتى أن من لم تنجح شركاتهم بالاستمرار، وجدوا فرص عمل مناسبة ومنهم من تبوؤا مواقع في مؤسسات كبرى في القطاع.

وبين أن في القطاع أربع حاضنات، تحاول تعريف مفهوم ريادة الأعمال، ولكنها في الوقت ذاته، لا تستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة من الرياديين.

وأشار عبد النبي إلى أن نسبة لا تتجاوز 2% عالمياً يمكن تصنيفها تحت بند "الريادي الحقيقي"، والمقصود الرياديون بالفطرة، بينما من الناس ما لا يقل عن 20% مستعدون لأن يكونوا رياديين بعد أن يكتسبوا المهارات اللازمة.