فلسطين أون لاين

​بعد التعنيف.. ردُّ الفعل في اتجاهٍ آخر

...
غزة - مريم الشوبكي

لكل فعل رد فعل، ولكن أحيانا رد الفعل يكون في اتجاه آخر، وهذا ما يفعله بعض الأطفال الذين يتعرضون للعنف في حياتهم، فيحاولون إسقاط ما يتعرضون له على أشخاص أضعف منهم كنوع من التعويض.

ما هي الأسباب التي تدفع الطفل المُعنَّف إلى تعنيف من هم أضعف منه، كإخوته مثلا؟، وكيف للأم أن تتعامل مع طفلها في هذا الموقف؟، ولمن يمكنها اللجوء وطلب المساعدة لتدارك المشاكل السلوكية السلبية التي سترسخ في شخصيته إذا لم يتم علاجها؟

دور الأهل

عَزت الأخصائية النفسية والاجتماعية إكرام السعايدة إسقاط الطفل ما يتعرض له من عنف على غيرهإلى طبيعة شخصيته، وضعف ثقته بذاته، والتنشئة الأسرية التي حصل عليها، وأساليب المعاملة الوالدية له، كعدم تحميله المسئولية، وتعنيفه، وعدم المساواة في المعاملة بينه وبين إخوته.

وقالت لـ"فلسطين": "لكل فعل رد فعل، فالطفل المعنَّف يحاول الدفاع عن نفسه، ولكنه لا يستطيع فعل ذلك لعدة اعتبارات، منها أن يكون الشخص الذي عنّفه أقوى منه أو أكبر منه، أو له سلطة كالأب والأم مثلا، لذا لا يستطيع أن يرد بنفس الآلية، فيحاول تعويض ذلك بإسقاط عنفه على الطرف الأضعف منه، أو على الممتلكات والألعاب".

وأضافت أن للأهل دور في أي مشكلة سلوكية، ولعلاجها لا بد من تغيير تعاملهم مع الطفل، إما بمراجعة سلوكياتهم إن كان سوية أو غير سوية، أو بتغيير السلوك بشكل مباشر، مع ضرورة اتباع لغة الحوار مع الأبناء، والعمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه، لأن سلوكه العنيف هو تعبير عن عدم ثقته بذاته ودليل على ضعف شخصية.

تعزيز الإيجابيات

ونصحت السعايدة الأهل باستخدام أساليب التعزيز للسلوكيات الإيجابية عند طفلهم الذي يعنِّف غيره بعد تعرضه للعنف، وتعديل السلوك الخاطئ لديه، أما على الصعيد المدرسي فلا بد من تفعيل دور مجلس أولياء الأمور، وتوفير تواصل دائم بين الأهل والمدرسة لمعرفة مدى انضباط أبنائهم وإن كانت سلوكياتهم في المدرسة سليمة أو خاطئة، وهذا يحتاج إلى متابعة وتعديل من الأهل.

وأكدت أن تعزيز الاتصال مع المرشدين الاجتماعيين الموجودين في المدارس له دور كبير فيمنع تفاقم المشكلات السلوكية لدى الأبناء، والعمل على خلق بيئة مدرسية قائمة على تعزيز قيم التسامح وحل النزاعات بطرق سليمة.

وحذرت السعايدة الأمهات من تعنيف طفلهم الذي يعتدي على إخوته، لأن سلوكها سيجعله أكثر عنفا، بل عليها قراءة وتفسير المظاهر السلوكية الظاهرة والباطنة لديه، ومنعه من مشاهدة أفلام العنف أو برامج كرتون تحتوي على مشاهد عنف.

بعض الأمهات تطلب من ابنها أن يعتدي على من يعتدي عليه، ظنًّا منها أنها بذلك تقوي شخصيته، فهل هذا توجيه صحيح؟!، أجابت السعايدة: "على الأم أن توجه ابنها للمكان الصحيح حينما يُعتدى عليه، بطلب المساعدة من ذوي الشأن في المدرسة لكي يحصل على حق بطريقة شرعية سليمة،حتى خارج نطاق المدرسة من الجيد أن يتواصل الأهل مع بعضهم لنبذ العنف، بعيدا عن مبدأ (اضرب من يضربك)".