اغتال مسلحون مجهولون، أمس، نائب قائد قوى الأمن الفلسطينية محمد أبو مغاصيب في مخيم المية ومية بمحافظة صيدا جنوب لبنان، فيما ساد المخيم توتر أمني ملحوظ جراء إطلاق النار بشكل كثيف من قبل عناصر الأمن الوطني.
وسارعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وفور حادثة الاغتيال إلى نشر عناصرها لمنع أي تدهور للوضع الأمني، فيما عقدت اجتماعًا قررت فيه سحب المسلحين وتشكيل لجنة تحقيق في عملية الاغتيال.
ودان قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب اغتيال نائبه، نافيًا أن يكون للحادث خلفيات سياسية، ومتخوفًا من دخول "طابور خامس" من أجل افتعال فتنة بين القوى الفلسطينية.
وقال المسؤول السياسي لحركة حماس في المخيم رفيق عبد الله: إن هدوءًا جرى بعد سحب المسلحين، والاتفاق على تشكيل لجنة وطنية من حركة فتح وحماس وأنصار الله في عملية الاغتيال.
وأشار عبد الله لصحيفة "فلسطين"، إلى أن آمالًا كبيرة في إمكانية توصل التحقيقات حول عملية الاغتيال، مؤكدًا وجود مساعٍ "خبيثة" لمدبري ومنفذي جريمة الاغتيال.
وشدد على أن المخيمات الفلسطينية في لبنان، محط استهداف دولي وإسرائيلي واضح منذ وقت طويل، بسبب كونها عنواناً للجوء وحق العودة، وأن محاولات مكشوفة لدعم أشخاص لتوتير المخيمات خدمة لمصالحهم.
وذكر عبد الله أنه لا مصلحة لأي من الفصائل الفلسطينية في المخيم، أو في المخيمات الأخرى داخل لبنان، لإحداث أي "فتنة"، فيما تعمل الفصائل بشكل جماعي لحماية المخيمات من أي استهداف أو تعكير أجواء الاستقرار بداخلها.
وتتعرض المخيمات الفلسطينية في لبنان لحوادث أمنية بصورة مستمرة بين الفينة والأخرى، تؤكد فصائل وقوى فلسطينية أنها ذات رسالة لتصفية المخيمات، والوصول إلى حالة من الفراغ الكلي لسكانها خدمة لمصالح إسرائيلية.
وكشفت قوى الأمن اللبنانية مؤخرا وقوف دولة الاحتلال وراء عملية محاولة اغتيال القيادي من حركة حماس محمد حمدان في مدينة صيدا، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وتوقيفها شخصيات ذات علاقة مباشرة بالحدث.