فلسطين أون لاين

​هل يعاقِب الطفل والديه بالسلوكيات الخاطئة؟

...
غزة - رنا الشرافي

المشاكل السلوكية عند الأطفال مثل الكذب، وصعوبات التعلم، وفرط النشاط، والاضطرابات الكلامية، وغيرها قد تتطور لتصبح أمراضا نفسية سيعاني من الطفل مستقبلاً ما لم يتنبه الأهل لمشكلته وهو في سن مبكرة.

وبسبب أهمية دور الأهل في حماية طفلهم من الإصابة بهذه الأمراض، وجدت بعض الدراسات أن مصدر بعض تلك الاضطرابات ليس مرض نفسي أو اجتماعي بقدر ما هي وسيلة يستخدما الأطفال لمعاقبة أهلهم على إهمالهم لهم، وهو ما نناقشه مع الأخصائي الاجتماعي والنفسي محمود السمان من محافظة سوهاج في مصر.

شديد الحساسية

في بادئ الأمر، رفض السمان التسليم بأن الاضطرابات السلوكية هي تصرف عقابي من الطفل لوالديه، مشيراً إلى أن التبول اللاإرادي والعصبية والكذب وغيرها هي مشاكل سلوكية ونفسية تصيب الطفل بسبب إهمال الأهل تربية الأهل له بشكل سليم.

وقال لـ"فلسطين": "السلوكيات السلبية التي يسلكها بعض الأطفال تنتج عن شعور الطفل بعدم الأمان من الوالدين والأسرة ككل، خاصة أن الطفل شديد الحساسية".

وأضاف أن "مشاكل السلوك" تحدث لدى غالبية الأطفال الطبيعيين بدرجات متفاوتة، وفي مراحل سنية متعددة وبأشكال مختلفة، مؤكدا أن حدوثها لا يعني وجود أمراض نفسية لدى الطفل، ولكن تطور هذه السلوكيات قد يؤدي إلى أمراض نفسية.

ونصح الأهل لعلاج هذه السلوكيات أن يمنحوا الطفل الحب والحنان، بالقول والعمل، وإظهار الأحاسيس الخاصة نحوه، نظراً لأهمية ذلك وانعكاسه الإيجابي عليه، بالإضافة إلى ضرورة التحدث معه باعتباره شخص قادر على الفهم، وإن لم يكن كذلك، فالأحاسيس ستصل له كاملة.

ونبه إلى ضرورة الابتعاد عن التوبيخ والنهر والضرب، فهي أساليب عقيمة وغير مجدية، على حد وصفه.

وبين أنه إذا قام الطفل بأحد السلوكيات غير المرغوب فيها، فعلى الأهل ألا يقابلوا ذلك بالضحك، ولا بالاهتمام بما يفعله، بل عليهم إهماله، وإن كان ذلك أمام الآخرين فيجب عدم إرضائه ليكف عن الإزعاج، فهذا هو ما يريده.

وأوضح السمان أن الصرامة في بعض الأوقات مثل وقت النوم ووقت اللعب وأداء الواجبات المدرسية هي أمر مهم، لافتا إلى ضرورة تقريب المسافة بين الأبناء والوالدين، وذلك يتمثل في الجلوس معهم كل يوم وسؤالهم عن تفاصيل يومهم والمشكلات التي تعرضوا لها ومحاولة علاجها.

وأكد على أهمية تخصيص وقت للنزهة والاستماع للقصص التاريخية والبطولات عن الأنبياء والتابعين، بالإضافة إلى منح الطفل قدرا من الحرية بعد ترسيخ القيم والمبادئ عنده.

وشدد على أهمية تحقيق التربية المتوازنة، بين الشدة اللين، مع ضرورة مراقبة الأهل لتصرفاتهم مع أطفالهم، وعدم القيام بسلوكيات سيئة أمامهم لكونهم القدوة لهم.

وقال إنه لا بد من تحديد ثوابت في حياة الطفل منذ نعومة الأظافر، وحثه على القراءة؛ وغرس حب العلم في نفسه، مع عدم الاستخفاف بمشاعره، وتوفير البيئة المناسبة لحركته المستمرة، والثناء عليه عند قيامه بسلوكيات طيبة، مع عدم التفرقة بين الأبناء في المعاملة.