فلسطين أون لاين

​فصائل: "مؤتمر واشنطن" حول غزة لتمرير "صفقة القرن"

...
غزيون يعتصمون أمام مقر الأونروا بغزة - أ ف ب
غزة - نور الدين صالح

عدت فصائل فلسطينية، عقد الولايات المتحدة مؤتمراً لبحث الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في البيت الأبيض، تمهيداً لتمرير ما تسمى بـ"صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وشددت الفصائل في تصريحات منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أمس، على أن غزة قضية سياسية وليست إنسانية، مؤكدين على ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي على القطاع المستمر من 11 عامًا.

وعقد صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، اجتماعًا في واشنطن، الثلاثاء الماضي، بعنوان "الأزمة الإنسانية في غزة"، بمشاركة ممثلين عن 20 دولة ومن بينهم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاحتلال الإسرائيلي ودول عربية، فيما رفضت السلطة الفلسطينية المشاركة.

حقوق وطنية

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أكد أن سبب المأساة الانسانية في غزة، هو الحصار الذي تفرضه الرباعية الدولية والولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي.

وقال المدلل لصحيفة "فلسطين": إن مناقشة الوضع في قطاع غزة على أساس إنساني هو "خارج السياق الحقيقي"، لافتًا إلى أن أزمة قطاع غزة مشكلة حقوق وطنية فلسطينية، تم تضييعها.

وأضاف أن حل قضية الشعب الفلسطيني يكمن بإعادة الحقوق إلى أهلها، وفك الحصار الإسرائيلي الظالم عنها، منبّهاً إلى أن المشكلة الفلسطينية ليست إنسانية إنما سياسية.

واعتبر المدلل أن عقد المؤتمر في هذا التوقيت، بمثابة "تهيئة البيئة من أجل تمرير صفقة القرن وعملية احتواء وتطويع لقطاع غزة للقبول بها".

وشدد على أن الكل الفلسطيني سيتصدى لمثل هذه المؤامرة التي لا يمكن أن تمر على شعبنا مرور الكرام، كونها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ابتزاز سياسي

بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة: إن الولايات المتحدة تستغل الحاجة الإنسانية لشعبنا الفلسطيني لمحاولة "الابتزاز السياسي".

وأضاف أبو ظريفة: "يجب على الإدارة الأمريكية أن تدرك أن أساس مشكلات قطاع غزة هو وجود الاحتلال الاسرائيلي"، محملاً إياه مسؤولية الحصار المستمر منذ 11 عاماً.

وطالب الولايات المتحدة، بالضغط على (إسرائيل) لرفع حصارها عن غزة، من أجل عدم وصول أوضاع القطاع لحالة التأزم، مشيراً إلى أن الحصار شكل من أشكال العقوبات الجماعية المرفوضة في القانون الدولي والإنساني.

ولفت إلى أن هذه المؤتمرات تهدف إلى تحويل طبيعة مشكلات غزة من سياسية إلى قضايا إنسانية.

وبيّن أن الولايات المتحدة تريد تحويل الدول المشاركة إلى وكيل ثانوي يقوم بتمرير ما تسمى بـ"صفقة القرن" التي يريدها ترامب لحل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، محذراً من التعاطي مع هذه المسألة.

مسرحية هزلية

من جانبه، وصف عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حسين منصور، المؤتمر بـ "المسرحية الهزلية"، التي تأتي ضمن المخطط الأمريكي لتمرير "صفقة القرن" على الشعب الفلسطيني.

وأوضح منصور، أن الهدف من المؤتمر، هو تحويل القضية إلى إنسانية، كون قطاع غزة بحاجة إلى مساعدات والتخفيف من حدة الحصار المفروض عليه، نتيجة الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

ورأى أن المؤتمر "مدخل ضمن بنود اتفاقية صفقة القرن لترامب"، مشدداً على أن هذا العمل لا ينطلي على شعبنا الفلسطيني، صاحب الحقوق التاريخية والواضحة في حق العودة وتقرير المصير.

وقال: "نحن لا نطلب العون ولا المساعدات بهذه الطريقة والنظرة الأمريكية، إنما أن يكون إقرار بحقوق الشعب الفلسطيني ورفع الحصار بشكل كامل عن غزة".

وشدد منصور، على أن "كل الخطوات التي تتخذها الإدارة الأمريكية تصب في مصلحة الكيان الاسرائيلي"، مشيراً إلى أن هذه الترتيبات تأتي في مرحلة مهمة وحساسة يشق شعبنا الفلسطيني طريقا نضاليا جديدا لمواجهة الاحتلال ورفع الحصار.

وبحسب قوله، فإن الولايات المتحدة تريد أن تجزئ القضية الفلسطينية بهذه الطريقة، وكأن غزة منفصلة عن الشعب الفلسطيني وحلها يمكن أن يأتي بالطريقة الانسانية.