حذرت أوساط فلسطينية من مخاطر أنفاق الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، داعين العالم العربي والإسلامي إلى التحرك وملاحقة (إسرائيل) على جرائمها والعمل على وقف "هجماتها الشرسة" على المقدسات.
يأتي هذا بعدما افتتحت وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغيف، أول من أمس، نفقًا جديدًا يصل بين حي "وادي حلوة" ببلدة سلوان بالقدس المحتلة وساحة باب المغاربة الملاصقة للجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبدأ العمل في النفق قبل نحو عامين ويبلغ طوله بطول 140 مترًا، ويتجه شمالاً 70 مترًا وجنوبًا 70 مترًا، ومركزه وسط حي وادي حلوة باتجاه حائط البراق.
حصار القدس
وأوضح المختص في شؤون القدس جمال عمرو، أن الهدف من افتتاح سلطات الاحتلال نفقا جديدا هو حصار القدس والأقصى في مقدمة لهدم وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.
وبين عمرو المطلع على افتتاح النفق لقرب منزله من المكان، لصحيفة "فلسطين"، أن ريغيف هي التي افتتحت النفق وسط إجراءات أمنية مشددة تمثلت بإغلاق أجزاء من الحي ومنع حركة المقدسيين.
ويأتي افتتاح النفق، وفق عمرو، بالتزامن مع ظهور تشققات وتصدعات بمنازل المقدسيين.
وتوقع أن يصادق الاحتلال على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس خلال الأيام المقبلة، في ظل صمت عربي ودولي على جرائم الاحتلال، مشددًا على ضرورة تحرك فوري وعاجل ضد الاحتلال والعمل على كنسه ووضع مدة زمنية لإنهائه.
وقال المختص في شؤون القدس إن الصمت العربي والانقسام الفلسطيني هو ما شجع الاحتلال الإسرائيلي على حفر الأنفاق وبناء البؤر الاستيطانية وزيادة تغوله وتطاوله على الأراضي الفلسطينية.
الهيكل المزعوم
بدوره، حذر مدير عام المسجد الأقصى عمر كسواني، من مخاطر الأنفاق الأرضية التي تحفرها سلطات الاحتلال أسفل القدس والمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة.
وأكد كسواني لصحيفة "فلسطين"، أن إقدام الاحتلال على حفر الأنفاق وافتتاحها يأتي استكمالاً لمخطط الاحتلال الهادف لهدم القدس والأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.
وقال إن "مواصلة سلطات الاحتلال حفر الأنفاق تشكل خطرًا مباشرًا على أساسات القدس والمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة".
وذكر أن الاحتلال يحاول بشكل مستمر تزوير التاريخ وطمس معالم البلدة القديمة لوضع يده عليها وتنفيذ مخططاته العنصرية، داعيًا الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات الحقوقية والدولية لإلزام الاحتلال بقراراته التي اتخذها بشأن القدس والأقصى ووقف جرائم الاحتلال المرتكبة هناك.
وطالب كسواني العالم العربي والإسلامي بمحاسبة الاحتلال على جرائمه في القدس والأقصى، واجباره على وقف هجمته الشرسة ووقف الحفريات التي يمارسها أسفله والبناء الاستيطاني في المنطقة، مؤكدًا أن الاحتلال يمارس جرائمه في المكان بقوة السلاح، وطالب بردة فعل عربية لوقف جرائم الاحتلال حفاظًا على إسلامية المكان.
انهيار بأي لحظة
من جانبه، حذر الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، من خطر حفر وافتتاح الانفاق التهويدية، لما لها من أثر سلبي وكبير على القدس وسكانها، وقد بات المسجد المبارك والبلدة القديمة على طبقة هشة من التراب قابلة للانهيار في أية لحظة.
وقال عيسى في تصريح مكتوب، أمس، إن النفق الجديد ما هو إلا واحد من أنفاق عدة تنهش أساسات المسجد الاقصى والبلدة القديمة، حيث تمتد الحفريات أسفل وسط بلدة سلوان جنوبًا وتخترق الجدار الغربي للمسجد الأقصى وأسفل البلدة القديمة في القدس المحتلة، وتمر أسفل المدرسة العمرية وتصل إلى منطقة باب المغاربة.
كما حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك محمد حسين، من تمادي سلطات الاحتلال في حفر أنفاق أسفل البلدة القديمة في القدس المحتلة ومحيطها.
وقال حسين في تصريح مكتوب، أمس، إن ذلك "يشكل خطرًا على حياة أبناء القدس العرب وممتلكاتهم، وهذا يتنافى مع القوانين الدولية التي تلزم الاحتلال بالامتناع عن الاعتداء على المواطنين المدنيين في الأراضي التي يحتلها".
وحمل حسين سلطات الاحتلال عواقب هذه الحفريات، مناشدًا الهيئات والمؤسسات الدولية ضرورة لجم هذه التصرفات قبل فوات الأوان.
كما حذر من فرض سلطات الاحتلال جدول إجازات مدارسه العبرية على المدارس العربية الفلسطينية في القدس، مؤكدًا أن هذه السياسة تهدف إلى عبرنة التعليم والتأثير على المناهج التعليمية في المدينة المحتلة.
كما استنكر أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر مراد السوداني، أمس، قيام وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغيف، بافتتاح نفق جديد يمر من أسفل الأقصى في حي وادي حلوة ببلدة سلوان رغم جميع القرارات الدولية المؤكدة على عروبة وإسلامية البلدة القديمة والمسجد الأقصى في القدس.
وأشار السوداني في تصريح مكتوب، أمس، إلى أن الاحتلال يتخذ من مظاهر الغضب التي يحاول أن يظهر عليها بشأن القرارات الدولية الصادرة بحق المدينة المقدسة ذريعة لزيادة أعماله التهويدية والاستيطان في القدس، ضاربًا بعرض الحائط الأعراف والقوانين الدولية خصوصًا بعد صدور قرارات اليونسكو الأخيرة.