فلسطين أون لاين

​حيلةٌ قديمة لـ"اصطياد عريس" في المناسبات

...
غزة - رنا الشرافي

تتفاخر الأمهات ببناتهن، وتجهزهن للظهور بأبهى حلة لهن في المناسبات والأفراح وجَمعة الجارات، ولا يبدو هذا غريبا، فمن الطبيعي أن تهتم الأم بأناقة ابنتها وجمالها، ولكن منهن من يفعلن ذلك لغايات أخرى، فيزين الفتاة على أمل أن تقع عين إحدى السيدات الموجودات في المكان عليها فتطلبها للزواج.

هذا الهدف "البريء" للأم يخفي خلفه آثارًا نفسية واجتماعية تلقي بظلالها على الفتاة التي ترى أن والدتها، تعاملها كسلعة قابلة للعرض والطلب..

كقطعة ملابس!

قال الأخصائي الاجتماعي والنفسي إيهاب العجرمي: "تنتشر هذه الطريقة عند الأسرة الشرقية التي تقتنع بالزواج التقليدي الذي يعتمد بشكل أساسي على مشاهدة والدة العريس للفتاة المراد خطبتها في إحدى المناسبات أو الاجتماعات الأسرية وهي عادة قديمة لدى المجتمعات الشرقية".

وأضاف لـ"فلسطين": "ولتلك العادة العديد من الآثار على الفتاة، حيث تشعر الفتاة أنها مثل قطعة الملابس يجب الاهتمام بها بشكل مؤقت ليتم عرضها على النساء الزائرات، بالإضافة إلى أن اهتمام العائلة بها يكون مؤقتًا ولغرض تحقيق هدف معين وهو الزواج، والذي قد لا تكون الفتاة مقتنعة به في فترة معينة من عمرها بل منقادة له بحكم العرف".

وتابع: "عندما تقارن الفتاة هذا الاهتمام المؤقت بباقي أشكال الاهتمام الذي حظيت به من أسرتها طوال حياتها، تجد أن الاهتمام بها من أجل الزواج أكبر من غيره وهذا يدفعها إلى كره الزواج".

وواصل: "وإن حصل الزواج في هذه الحالة تنعكس هذه المشاعر السلبية على طبيعة العلاقة مع الخاطب".

ولفت العجرمي إلى أنه في بعض الأحيان تضغط الأسرة على الفتاة لتصبح هي الأخيرة مهتمة بالبحث عن عريس بطريقة يعلم بها الأهل أو لا يعلمها".

وأوضح: "ينتج عن ذلك العديد من المشكلات التي لا يمكن السيطرة عليها، خاصة في ظل وجود فضاء إلكتروني يعطيها الفرصة لأي خطوات متهورة".

وأضاف إلى أن تكرار عرض الفتاة للزواج دون خطبتها يشعرها بالإحباط وعدم الثقة بالنفس، بالإضافة إلى توتر العلاقة بين الفتاة وأسرتها.

ودعا العجرمي الأمهات إلى أن يعاملن بناتهن كإنسان له كيانه الخاص وأفكاره ومشاعره، وألا يكون اهتمامهن ببناتهن من أجل الزواج فقط، وعدم الإساءة في التعامل مع من يتأخر زواجها.