فلسطين أون لاين

البردويل لـ "فلسطين": حادث "الحمد الله" يمسنا

...
غزة - يحيى اليعقوبي


وصف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. صلاح البردويل حادث استهداف موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله بـ"الخطير الذي لا يمس رئيس الحكومة والوفد المرافق معه فحسب، وإنما يمس حماس باعتبارها قائمة على حفظ الأمن في قطاع غزة"، لافتا إلى أن لدى الأجهزة الأمنية تعليمات مشددة بإلقاء القبض على الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة.

وأعرب البردويل في حديث خاص لصحيفة "فلسطين"، أمس، عن أسف "حماس" العميق للهجة التي قادتها حركة فتح وأذرعها الإعلامية بأسلوب غير منطقي، عندما بالغت في تصوير الحدث وسارعت في توزيع الاتهامات على حماس وتشويه صورتها "بل تجاوز الأمر إلى المطالبة بتجريد حماس من السلاح وتسليم الأمن لفتح وعزل حماس".

وتساءل "لماذا بعد دقيقة من الاستهداف يصدر كل هذا الكم من الهجوم غير المبرر على حماس؟"، قائلاً " ذلك يكشف عن نوايا سيئة وتخبط كبير، ومفهوم مغلوط من قبل فتح للشراكة الوطنية، وكان على فتح المطالبة بالتحقيق وانتظار نتائجه، لا أن تُحضر جملا جاهزة مرفوضة وطنيا".

وإذا ما كان هناك توافق بين فتح وحماس على تشكيل لجنة للتحقيق بمجريات الحادث، أكد البردويل أن "الشرطة بغزة لا تحتاج إلى لجان فدورها معلوم وهو التحقيق، واللواء توفيق أبو نعيم مطالب بما لديه من أدوات بالكشف عن الفاعلين"، مشيراً إلى أن فتح لم تتواصل مع حماس "ولم يصدر منها سوى الاتهامات "الجاهزة".

اجتماع واشنطن

وحول اجتماع واشنطن الذي عقد أول من أمس لمناقشة أوضاع غزة، شدد القيادي في حماس على أن الخطورة التي تواجه الكل الفلسطيني هي خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك يستدعي وضع رؤية استراتيجية مشتركة من الجميع لمواجهتها.

وقال البردويل: "أمريكا يجب أن تكون آخر من يتحدث عن البعد الإنساني، لضلوعها حتى النخاع في الإرهاب ضد شعبنا وتجرئ الاحتلال على قتل الشعب وتدمير البنى التحتية، وتصر على إنكار حتى القوانين الدولية وقوانين الشرعية الدولية بحقه".

وأضاف: "أمريكا ضالعة في خطة لتصفية القضية الفلسطينية، وهي آخر من يتحدث عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني (..)وبالتالي هي فاقدة للمصداقية عندما تتحدث عن حماس والشعب الفلسطيني ونضال الشعب الذي تصوره إرهابا".

وبخصوص تطرق المؤتمر للحديث عن الجنود الإسرائيليين المفقودين بغزة ومطالبة حماس بتسليمهم، نعت البردويل ذلك بـ"العمى السياسي، وقلب للحقائق"، موجها رسالة لأمريكا، أن عليها أن تنظر لجرائم الاحتلال بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين قبل أن تتحدث عن جندي دخل لغزة مجرما يقتل الفلسطينيين.

وكانت السلطة قد رفضت الدعوة الأمريكية المشاركة في المؤتمر الذي قالت إدارة البيت الأبيض إنه يهدف لإيجاد حل لأزمة غزة الإنسانية، باعتبار أن الحل سياسي وليس اقتصاديا.

وفي هذا الإطار دعا البردويل السلطة ورئيسها محمود عباس إلى دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للانعقاد، قبل عقد المجلس الوطني.

وقال "عوضا عن ذلك لا بد من التوافق على رؤية وطنية مشتركة، وهذه فكرة إنقاذ وطني لكن ليست إطاراً بديلا عن منظمة التحرير، بل رؤية أو فكرة لإيجاد قواسم مشتركة".

وجاء المؤتمر الأمريكي بعد أسبوع من نشر المبعوث الأميركي لعملية التسوية في الشرق الأوسط جايسون غرينبلات في صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً كان عنوانه: "هل تمتلك حماس الجرأة لتقول إنها فشلت"، مُدعيًا أن الوضع الإنساني المتردي سببه حماس.

وكان غرينبلات قال في مقاله إن على حماس القبول بشروط الرباعية الدولية وإعادة الجنود الإسرائيليين، في حال أرادت أن تكون جزءا من المسألة (حل الأوضاع في غزة).