فلسطين أون لاين

​بالفطرة وتدخل الأهل يكوّن الطفل الصداقات

...
غزة - رنا الشرافي

يزداد اختلاط الطفل بالعالم الخارجي عندما يبلغ سنّ المدرسة، فيشعر بحاجته لصديق يتشارك معه تفاصيل يومه ونشاطاته، ولذا فإن الطفل الذي لا يملك صديقا يشعر بالملل وقد يتطور الأمر إلى عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.

وهنا يأتي دور الأهل في مساعدة الطفل في تكوين الصداقات، لما للصداقة من تأثير قوي على حياته، وهذا يتم بأساليب تتحدث عنها لـ"فلسطين" الأخصائية الاجتماعية بدور شعشاعة:

بالفطرة

قالت شعشاعة: إن الأطفال يمتلكون بالفطرة مهارات تكوين الصداقة، لكن هذا لا يعنى ألّا يكون للأهل دور في مساعدة الطفل على اختيار الصديق الجيد ومراقبة تكوين الصداقات.

وأضافت أن نجاح الأم في مساعدة طفلها على تكوين علاقات الصداقة، يبدأ من أن تكون هي صديقة لطفلها وتعلمه أن الصداقة القوية تُبنى على الاحترام والثقة والتعاون ومساعدة الآخرين.

ودعت الأمهات إلى ضرورة أن تنمي صداقة ابنها مع أصدقائه وذلك من خلال دعوة أصدقائه للعب مع بعضهم، أو حضور بعض المناسبات الخاصة، فهذا يساعد الطفل على تقوية علاقته بأصدقائه.

وأوصت شعشاعة الأمهات بضرورة التحدث مع الطفل عن صديقه، والاستماع إليه عندما يتحدث عما جري بينه وبين صديقه، مبينة "عندما يرى الطفل أمه مهتمة بهذا الحديث سيتشجع إلى الاستمرار في صداقته، بالإضافة إلى أن هذا الحديث يساعد الام على معرفة ما إذا الصديق الذى اختاره طفلها جيد أم لا" .

ولفتت إلى أن المداعبة والمزاح بين الأصدقاء يقويان العلاقة بينهما، وعندما يكون الطفل صاحب روح مرحة فهذا يساعده في تكوين صداقات بشكل أسرع.

تأثير قوي

وأكدت على أن للصداقة تأثير قوي على الطفل في حياته الحالية وحتى على مستقبله، موضحة "يزداد تأثير الصداقة على الطفل في سنوات عمره الأولى، فمثلا عندما يذهب إلى المدرسة يكون متوترًا وخائفًا، ولكن عندما يجد غيره من الأطفال معه في نفس المكان يتقرب منهم وتزول مخاوفه" .

ومن هذه الآثار أيضا، بينت شعشاعة: "الصداقة تجعل الطفل أكثر تفتحًا ومعرفةً بالعالم الخارجي، فهو يتعرف من خلال أصدقاءه على أساليب حياة جديدة مختلفة عن ما يعيشه، وهي تجعل مزاج أفضل خصوصا إذا كان أصدقاؤه إيجابيون ومرحون، فوجود هكذا أصدقاء يخفف التوتر والقلق".

وبينت أن الصداقة تعوّد الطفل على الاندماج والتفاعل في المجتمع الذي يعيش فيه، وتعوده على المشاركة المجتمعية، فمثلا من خلال تناول الطعام.

وقالت: "لذلك فإن للصداقة أهمية كبيرة في حياة الطفل، وهى تساعد على تنمية ثقته بنفسه واستقلاليته، وتجعله أكثر تقربا من الناس، وتبرز شخصيته وتفتح له آفاقًا جديدة ومتنوعة".