فلسطين أون لاين

​تطبيق تفاعلي للهواتف الذكية

"زقاق".. سياحةٌ في القدس بالرواية الفلسطينية

...
غزة - هدى الدلو

في ظل ما يرتكبه الاحتلال من تهويد وانتهاكات بحق المدينة المقدسة، كان لابد من التحرك في مختلف الجهات، ومن ضمنها العمل على نشر الرواية التاريخية الفلسطينية الحقيقية عن القدس لكل من يتجول بها، وحتى لمن لا يستطيع الوصول إليها، لا سيما المقدسات ومعالم البلدة القديمة، إلى جانب دعم قطاع السياحة الفلسطيني في المدينة عبر توجيه الزائرين لأسواق البلدة القديمة والمطاعم والمرافق العامة، مع مساعدة السياح على التجوال في القدس والتعرف أكثر على البلدة القديمة، وذلك من خلال تطبيق "زقاق" الذي يتم تثبيته على الهواتف الذكية.

مسارات إلكترونية

قال مدير مؤسسة رؤيا الفلسطينية رامي ناصر الدين: "الفكرة نبعت من حاجة القدس الملحة لتطبيق يُعرّف الزائرين بالمدينة وفقًا للرواية الفلسطينية، ويساعدهم على التجوال فيها بطريقة سهلة"، مضيفا أن التسمية مأخوذة من أزقة البلدة القديمة وطرقاتها الضيقة التي تمتاز بها المدينة داخل محيط سور القدس، والتي تُسمى "أزقة" ومفردها "زقاق".

وتابع في حديثه لـ"فلسطين": "تتمحور فكرة التطبيق حول توفير مسارات إلكترونية توضح طرق البلدة القديمة وأزقتها، وتساعد المستخدمين في التجوال داخل البلدة بصورة تفاعليّة كونها توفر خرائط شاملة لحارات البلدة، وصور ومعلومات مفصلة عن المرافق اللازمة للمُتجول، والأهم معلومات تاريخية موثقة باللغتين العربية والانجليزية عن المعالم الأثرية والدينية الموجودة في كل مكان، ولاسيما المعالم العربية التي تتعرض للتهويد، وغيرت بلدية الاحتلال أسماءها العربية لدعم روايتها المكذوبة، كما يقدم التطبيق للزوار قائمة مقترحات بأهم المسارات في البلدة مناهضة لمسارات تطرحها (وزارة السياحة) في حكومة الاحتلال".

وأوضح أن التطبيق يساعد كل من يرغب بالتعرف على البلدة القديمة عن بعد، كالمغتربين مثلًا، حيث يمكنهم من التجوال فيها كأنّهم في المكان عبر "خرائط جوجل" ويوفر طريقة سهلة وممتعة لإيجاد الأماكن والمعالم العربية الخفية ببلدة القدس القديمة.

"زقاق" هو التطبيق الأول في العالم الذي يعرّف عن القدس بهذه الطريقة العصرية والتفاعلية، ويستهدف كل زائري البلدة القديمة الوافديين إليها من المدن الفلسطينية ومن الخارج، وكذلك الفلسطينيين المغتربين أو المبعدين عن المدينة، وسكان المدن الفلسطينية الممنوعين من دخول القدس لأسباب مختلفة.

ويعمل التطبيق على الوصول إلى مناطق جغرافية جديدة عن طريق ثلاث حملات إعلامية على (فيس بوك) تستهدف الوطن العربي، وأوروبا، وأمريكا الشمالية لتعريف الأشخاص في تلك المناطق بالتطبيق والخدمات التي يوفرها، وستكون هذه الحملات باللغتين العربية والانجليزية، ويتوقع القائمون عليه أن يلقى إقبالًا عاليًا.

وبين ناصر الدين أن "زقاق" يتميز باستخدامه تقنيتي "خرائط جوجل" وتحديد الموقع "GPS"، وتقنيات تفاعلية حديثة تسهل تجوال الزائرين الغرباء في القدس وتساعدهم على الوصول لأهدافهم والأماكن السياحية بسهولة ومتعة، بالإضافة إلى أنه يقدم خرائط شاملة لجغرافية المدينة وإحداثيات التواجد فيها، بأدق التفاصيل الخاصة بكل مكان، والمعلومات التاريخية الموثّقة عن الشوارع والأماكن الدينية والأثرية.

وأشار إلى أن التطبيق يستخدم إشارات الانذار ليظهر كل مكان تعرض للتهويد أو تلاعبت بلدية الاحتلال باسمه الحقيقي، أو تاريخه الفلسطيني، إضافة للأمكنة التي تخضع في الوقت الحالي لمخطط استيطاني تهويدي، ويقدم لهذه المناطق صورًا أرشيفية عن أصل المكان والاسم التاريخي له وكل المعلومات الحقيقة عنه، وإلى جانب ذلك يقدّم المعلومات السياسية عن الأمكنة كإحصائيات عن الأسرى في كل منطقة، وعدد كاميرات المراقبة التي ينصبها في كل منها.

وقال: "وهذا ما يسهم في تحقيق الهدف الأساسي من التطبيق وهو الحفاظ على الثقافة الفلسطينية والمشهد التاريخي العربي، ومناهضة الرواية الاسرائيلية".

وأضاف أن التطبيق يسهم أيضا في تقديم خدمات سياحية لمستخدميه بتوفير مسارات مميزة لمن يرغب بزيارة أبرز المعالم في البلدة القديمة، ويقدم إرشادات للمرافق العامة خلال تلك المسارات كالمقاهي، المطاعم، المستشفيات ومراكز الطوارئ، وكذلك يعرّف الزوار بالأسواق المشتهرة ببيع التحف، والمنتجات الدينية اللازمة لهم خلال الزيارة، وكذلك المحلات التي تبيع الملابس والمنتجات التقليدية والتراثية الفلسطينية.

وتابع: "بذلك، فإن التطبيق يخدم القطاع الاقتصادي أيضًا عبر توجيه السائحين إلى المحلات التجارية العربية والتي تتعرض لعديد من التضييقات نتيجة الأوضاع السياسية التي تلقي بظلالها على عملهم، خاصة مع توجيه شركات السياحة الإسرائيلية الزوار إلى الأسواق العبرية واستهداف بلدية الاحتلال التجار المقدسيين بالضرائب الباهظة".

وبحسب ناصر الدين، فإن "التطبيق يدعم الإنتاج الثقافي والفكري عبر تكثيف المعلومات التاريخية باللغتين العربية والانجليزية وتوثيقها بصورة بصرية وتفاعلية، ما يسهم بنشر الموروث الثقافي الفلسطيني لأكبر شريحة ممكنة بأسلوب عملي وممتع، عدا عن أن التطبيق يمكن استخدامه كجزء من العملية التعليمية اللامنهجية التي يمكن طرحها على المدارس لاستخدامها كجولات تعليمية في البلدة القديمة كأسلوب تعليمي مساعد للكتب التاريخية".

ونوه ناصر الدين إلى أن التطبيق يتيح لمستخدميه التفاعل والمشاركة بآرائهم حول الأمكنة، ونشر صورهم كنوع من توثيق تواجدهم هناك، مشيرا إلى أنه تم تخصيص مبلغ مالي لتوفير كاميرات حديثة تحمل تقنية التصويري بزاوية 360 درجة.