فلسطين أون لاين

​"العكابة".. باب رزق موسمي

...
قلقيلية - مصطفى صبري

تكافح النساء الفلسطينيات من أجل توفير لقمة العيش لأسرهن، ويخضن غمار الحياة بإمكانات بسيطة، وأحيانًا يلجأن لمهن موسمية، ومنها مهنة "العكابة"، والتي تقوم العاملات فيها بتنظيف ثمار العكوب، إذ يزلن الأشواك من الثمار، ويسلقنها لتكون جاهزة للطبخ مباشرة.

ويبدأ موسمه السنوي في نهاية شهر فبراير/ شباط ويستمر حتى مارس/ آذار، وفي هذه الفترة تنتج الواحدة العاملة ما يقارب طنًّا ونصف الطن، وتحصل على أجر لا يقل عن 15 ألف شيكل.

خبرة وقوة

السيدة منال الحريم تقول عن عملها في تنظيف العكوب: "نحن نعدّ العمل في موسم العكوب باب رزق لنا كنساء نعمل من أجل توفير لقمة العيش لعائلاتنا".

وتضيف: "يستمر الموسم لشهرين، نقوم خلالهما بتنظيف ثمار العكوب وتجهيزه لمن يطلبه من السيدات اللاتي لا يُجدن تنظيفه، فهو يحتاج إلى خبرة، ولا يقتصر عملنا على تنظيفه بل نقوم بتجهيزه من خلال سلقه ليكون جاهزا للطبخ".

وتتحدث السيدة ريم اسليم عن عملها: "بعد تنظيف العكوب مباشرة نضعه في الماء، ونقوم بعملية الغلي كي لا تنمو الأشواك مرة ثانية، وحتى لا يتحول لونه إلى اللون الأسود الداكن"، مضيقة أن تنظيف العكوب يحتاج إلى خبرة وسرعة وقوة.

وتوضح: "يتم تخزين العكوب بعد تجهيزه في الثلاجات من قبل الزبائن لطبخه بعد انتهاء الموسم على مدار أيام العام".

وفرة الإنتاج

المهندس الزراعي رائد بغدادي، يقول: "تتميز فلسطين بنمو نباتات طبيعية تشكل مصدر دخل رئيسًا لعائلات مستورة، فثمار العكوب مثلا تنمو في الأغوار ومناطق جبال الخليل وتُباع في شمال الضفة الغربية".

ويضيف: "هذا العام يمتاز بوفرة الإنتاج من العكوب، ووصل سعر الكيلو الواحد منه إلى عشرة شواقل تقريبًا، أما في السنوات السابقة فكان يصل السعر إلى ما يزيد على 15 شيقلا، فهذا العام الأمطار كانت موزعة وأدت إلى نمو النباتات البرية ولم تكن هناك موجات برد وصقيع ما ساعد على نموها بشكل جيد".

ويُشار إلى أن سلطات الاحتلال تلاحق من يقوم بقطف النباتات البرية، فعلى حاجز "الكونتينر" قرب بيت لحم صادر الاحتلال شاحنة محملة بثمار العكوب وفرض على أصحابها غرامة مالية كبيرة بزعم أن جني الثمار من الطبيعة يؤثر سلبا عليها، وهناك قوانين صارمة لمن يقوم بجني النباتات البرية مثل الزعتر واللوف والنعناع البري وغيرها من النباتات.