فلسطين أون لاين

​من بر الوالدين.. إنهاء الخلافات بينهما عبر "الحياد"

...
صورة تعبيرية
غزة - هدى الدلو

لا تخلو الحياة الأسرية من المشادات الكلامية والخلافات التي صارت أشبه بأمرٍ روتيني نظرًا لطبيعة الحياة وما تفرضها من اختلافات تبعاً لوجهات النظر المتباينة التي تؤدي إلى نشوب المشاكل بين الزوجين والتي قد يذهب ضحيتها الأبناء، ولكن في حال وقع الخلاف بين الأبوين وكان واضحًا من هو على حق، يصبح الأبناء في موقفٍ محرج، فكيف يمكن للأبناء أن يناصروا صاحب الحق دون معاداةِ الطرف الآخر؟ وكيف يمكن أن يحافظوا على بر والديهم؟، هذا ما نتحدث عنه في سياق التقرير التالي:

يقول الداعية عمر نوفل: "الأصل في المشاكل الزوجية أن يتم تجنب الأبناء، للحفاظ على طبيعة العلاقة معهم بالصورة المثالية، أو يتسبب لهم بإحراجٍ في قول الحق، أو الوقوف في صف أحد أبويه من خلال معارضته للطرف الآخر".

وأشار إلى أن الأبناء في أغلب الحالات يدخلون في الخلافات بين أبويهم على اعتبار أنهم بداخل الأسرة ولا مناص من مشاركتهم، لذلك لا بد أن يكونوا محايدين، وألا يقفوا مع طرف حتى لو كان الحق للحفاظ على العلاقة الأسرية.

وأضاف نوفل: "عليهم أن يُظهروا المميزات عند كل طرف، ويمكن أن يظهروا للمخطئ خطأه، حتى لا يظهر مزيداً من التعنت، والعصبية الزائدة التي تقود إلى المزيد من المعاداة والمشاكل، مع عدم الوقوف على العيوب، وإظهار المودة والمحبة، لقوله تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم".

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى جعل طاعة الوالدين فريضة ربانية، لقوله تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، فلذلك من بر الوالدين سعي الأبناء للتقليل من الخلافات الواقعة بينهما، من خلال الكلمة الطيبة والنصح، وتضحية الأبناء وتحملهم لما قد يحدث من عصبية زائدة، مع سعيهم للاعتذار للمظلوم وجبر خاطره.

ونوه نوفل إلى أنه يجب على الأبناء أن يسعوا في الصلح بين أبويهم حتى لا يتصدع بناء الأسرة، ولكن يجب أن يراعوا تأدبهم في الحديث، وأن يمتازوا بالحكمة في حل الخلافات، وذلك للحفاظ على أسرة متماسكة قائمة على المودة والرحمة.

ولفت إلى أنه في سعي الأبناء للإصلاح ما بين الوالدين قطعٌ للطريق على الشيطان في سعيه الدؤوب للتفريق فيما بينهما.

وختم نوفل حديثه: "ولكن الأصل أن يتم تجنيب الأبناء الخلافات الأسرية، لأن المسألة لا تقف عند حل المشكلة، بل يمكن أن تزرع كعقدة نفسية في نفوس الأبناء، فلا يكاد يخلو منه بيت من ذلك، حتى بيت النبي صلى الله عليه وسلم لم يخل من ذلك، وأن يحكم الشرع في المشاكل لا العاطفة".