فلسطين أون لاين

​مقدسيون: قرار وقف الاستيطان لن يعيد حقوقنا المسلوبة

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة - مصطفى صبري

يعيش قرابة الـ180 الف مقدسي داخل مدينة القدس المحتلة في 18 حيا مقدسيا داخل جدار الفصل العنصري، فيما هناك 125 الف مقدسي آخر، تم عزله عن المدينة خلف أسوار هذا الجدار، فضلاً عن وجود 33 ألف مقدسي يعيشون في البلدة القديمة برفقة سبعة آلاف مستوطن يمثلون غصة في حياتهم.

هذه الأرقام تشير إلى حجم المعاناة التي يعيشها المقدسيون بسبب التوسعات الاستيطانية في القدس، وكلهم أمل في أن يساهم قرار مجلس الأمن الذي أدان الاستيطان وطالب بوقفه بتحسين ظروف حياتهم المعيشية من خلال إنهاء مظاهر الاستيطان في بلداتهم وأحيائهم المقدسية الأصيلة.

الحاج عيسى المغربي الذي يسكن في حوش المغاربة الملاصق لساحة البراق، يقول لـ"فلسطين" معلقا على قرار وقف لاستيطان: "أنا لا أحبذ الحديث بالسياسة، لأن ضياع القدس وتهويدها كانا من نتاج مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبعد ضياع القدس بالاستيطان والجدار يأتي قرار وقف الاستيطان بصورة خجولة، فنحن نحتاج إلى من يجبر الاحتلال على الانسحاب وليس اصدار قرار خجول لا يساوي الحبر الذي كتب به".

ويصف المغربي حياته في حوش المغاربة بالقول: "أنا أعيش مع أولادي واقاربي في غرف قديمة متهالكة ويحظر علينا الاحتلال ترميم جدرانها، وقرار الاستيطان لن يسعفنا في حل هذه المشكلة القائمة".

قرار غير مؤثر

صاحب مطعم البراق عبد الله غيث في البلدة القديمة سخر من أهمية قرار مجلس الأمن واستبعد تماماً أن يؤثر في مجريات الأمور في القدس وقال: "من يرى واقعنا الأليم، وكيف تضيع القدس يوميا، يتولد لديه اليقين ان هذا الاحتلال لا يزول بقرارات، فانا اصبحت الوحيد الذي املك بناءً مقدسياً في هذا المكان، فكل من حولي تم تهويده بحجة الشراء من المالكين، وكي اضمن الا يتم تهويد مطعمي بحجة البيع والشراء قمت بعمل وقف للمبنى في المحاكم الرسمية حتى لا يجري عليه أي بيع او شراء من قبل الورثة في المستقبل".

وأضاف: "نحن في القدس لا نأمن على انفسنا وعلى املاكنا، بسبب الاستيطان ، وقرار وقف الاستيطان لن يوقف الاستيطان حسب وجهة نظري وهو لا يعدو كونه قرارا معنويا لا قيمة له على الارض، والكل المقدسي لا ينتظر من هذه القرارات أي فرج قادم".

المبعد عن المسجد الأقصى الناشط اكرم الشرفا يقول لـ"فلسطين": "نحن لا نأمن في صلاتنا وبيوتنا، ويحرمنا الاحتلال من حقنا في الصلاة، وقرار وقف الاستيطان أعتبره قرارا فارغا من مضمونه، فالقدس تم خطفها بالكامل، والاحتلال لا يعتبرنا مواطنين وإنما سكان بدون مواطنة، ويمكن سحب الجنسية بسهولة، لذا فالاستيطان استفحل في القدس ولا ينفع معه قرار هزيل".

وطالب الشرفا القيادة السياسية عدم المبالغة في القرار، "فالاحتلال لا ينصاع لأية قرارات دولية على الاطلاق، والتاريخ الحديث شاهد على هذا الواقع المرير".

وعلق الناشط المقدسي فخري ابو ذياب على قرار وقف الاستيطان بالقول: "هذا القرار لن يمنع الاحتلال من وقف المخططات المرعبة التي ينفذها بحق المسجد الأقصى وأحياء القدس، فهناك اكثر من عشرين الف بيت مهدد بالهدم، واحياء القدس محاصرة، ومنازل المقدسيين اصبحت سجونا لأبنائها، وحياة المقدسيين تحت وقع الخنق والملاحقة والتدمير، فلا مجال لانتظار نتائج هذا القرار على الارض لان الاحتلال يسابق الزمن في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية".