مع افتتاح اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف قبل أيام بمناسبة مرور 70 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، اصطحبت سفيرة الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة والدة جندي إسرائيلي مفقود في غزة لتتحدث عن معاناتها وأسرتها وتحرض على المقاومة الفلسطينية بلغة إنسانية عالمية، وانظر إلى مدى تأثير (الضحية ) عندما تتحدث !!.
ليست هذه المرة الأولى التي يتحرك فيها الاحتلال بهذا الشكل والمضمون، فقد فعلها سابقا مرات ليسوق نفسه متقمصا دور الضحية في مواجهة مجموعة من الفلسطينيين لا يريدون السلام والاستقرار، ويسعون للمس باليهود ويحاربون السامية، ولا شك أن أفرادا ودولا تأثرت بالبروبوغاندا الإعلامية التي تجيدها "إسرائيل" ما أحدث خللا حقيقيا أكبر في الميزان الدولي لصالح الاحتلال .
ولعلنا هنا نتذكر كيف صنع الاحتلال متحفا متحركا من ركام وبقايا حافلات العمليات الاستشهادية التي جاءت ردا على مذبحة الحرم الإبراهيمي وقتل المصلين وهم بين يدي الله في مكان مقدس، وجابوا بهذا المتحف الخبيث دولا أجنبية عديدة للتأثير عليها رسميا وشعبيا بهدف التضامن مع الاحتلال، ونبذ (القاتل) الفلسطيني الذي يقتل نفسه ليحرم اليهود المسالمين من الحياة ، تلك كانت رسالتهم !! .
الجندي الإسرائيلي المفقود ، كان قادما إلى غزة يحمل أسلحة فتاكة ليقوم بمهمة واحدة هي قتل النساء والأطفال والشيوخ والحجر والشجر وكل ما يمت للحياة والإنسانية بصلة ، وتمكن الفلسطيني من أسره عندما دافع عن نفسه ومنعه من القتل ، وبحكم التجربة مع أسير عسكري إسرائيلي سابق، فالمقاومة الفلسطينية تتعامل مع أسراها بأخلاق الفرسان وقيم الإسلام وشيم الفلسطينيين، لا كما ينفذ الاحتلال سياسة الموت البطيء بحق الأسرى الفلسطينيين .
لا أعرف ماذا فعل ممثلو العرب والمسلمين في الاجتماع الأممي ودفاعهم عن الفلسطيني وفضح مسرحية الاحتلال ؟؟ ، كذلك لا أعرف ماذا فعل الممثل الفلسطيني في الاجتماع ؟؟ لكن لا بد من السؤال: لماذا لا يقوم مسؤولو المنظمة والسلطة باصطحاب ممثلين عن أهالي الأسرى في سجون الاحتلال لشرح معاناتهم ؟ أو عائلة الطفل محمد أبو خضير ؟ أو عائلة دوابشة ؟ أو عائلة المقعد إبراهيم أبو ثريا؟ أو عائلة الشهيد ياسين السراديح الذي قتل عمدا قبل أيام ووثقت الكاميرا جنود الاحتلال يطلقون عليه الرصاص وهو أعزل على بعد سنتيمترات ثم انهالوا عليه بالضرب حتى الموت ؟!!
لماذا لا تصطحبون مجموعة من أهل القدس يتحدثون للعالم عن القتل والتهويد والمعاناة؟ ومن الضفة يتحدثون عن الاستيطان وسرقة الأرض؟ ومن غزة يتحدثون عن العدوان والحصار؟ اصطحبوهم ليتحدثوا عن الحياة والأمل وأبسط حقوق الإنسان، ألهذه الدرجة لا نعرف حتى أن نستثمر دماءنا ومعاناتنا؟ أم أننا نعرف ولكن لا نريد ؟؟