امتنعت مريضات السرطان في قطاع غزة، لليوم الرابع على التوالي، عن تناول الأدوية الخاصة بهن في محاولة للفت أنظار المسؤولين عن معاناتهن والضغط على سلطات الاحتلال للسماح لهن بالسفر للضفة الغربية والقدس أو مستشفيات الداخل المحتل، من أجل تلقي العلاج اللازم.
وقالت مديرة جمعية برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان إيمان شنن: إنه "بعد ضغط متواصل على المصابات بمرض السرطان تمكنا من وقف إضرابهن المفتوح عن الطعام؛ خشية من تعرض حياتهن للخطر"، مؤكدة أن المريضات بدأن بإضراب عن تناول الأدوية الخاصة بهن منذ السبت الماضي.
وخاضت عدد من مريضات السرطان في القطاع، الخميس الماضي، إضرابا مفتوحا عن الطعام أمام مقر وزارة الشؤون المدنية بمدينة غزة، في محاولة منهن للفت أنظار المسؤولين والعالم لمعاناتهن والضغط على سلطات الاحتلال للسماح لهن بالسفر من أجل تلقي العلاج اللازم، قبل أن يتم وقف إضرابهن من قبل جمعية العون والأمل لرعاية مرضى السرطان خشية من تعرضهن للوفاة.
وقالت شنن لصحيفة "فلسطين": "إن المريضات لن يتناولن الأدوية حتى إنهاء معاناتهن والسماح لهن بالسفر وتلقي العلاج بالخارج، أو توفير العلاج اللازم لهن في غزة"، مضيفة: "منذ خمسة أشهر ومريضات السرطان بغزة يمنعن من تلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية من قبل الاحتلال الإسرائيلي دون تحرك من قبل المسؤولين لإنهاء معاناتهن".
وتابعت: "لجأت المريضات بالسرطان لهذه الخطوة بعد منعهن من السفر لتلقي العلاج في الأراضي المحتلة من قبل الاحتلال منذ شهر تموز/ يوليو الماضي وشعورهن بأن قضيتهن منسية ومتجاهلة من قبل المسؤولين".
وبينت أن المريضات بحاجة إلى العلاج اللازم لهن، وصور مسح ذري غير متوفر في القطاع المحاصر، مشددة على ضرورة توفير احتياجات مرضى السرطان في غزة وتسهيل سفرهم لتلقي العلاج اللازم.
وحذرت شنن، من وفاة المريضات والمصابات بمرض السرطان أو تدهور أوضاعهن الصحية جراء امتناعهن عن تناول الأدوية الخاصة بالمرض، داعية كافة المسؤولين وأحرار وشرفاء العالم بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح لهن بالسفر وتلقي العلاج اللازم أو توفيره في القطاع.
ويبلغ عدد المرضى الممنوعين من السفر من قبل سلطات الاحتلال، وفق شنن، عبر معبر بيت حانون (إيرز) لتلقي العلاج اللازم في مستشفيات الداخل المحتل ،65% من المرضى المصابين بالسرطان نصفهم من النساء.
وبينت شنن، أن 548 مصابة بمرض سرطان الثدي تقدمن العام الحالي بتصاريح سفر لمشافي القدس والضفة الغربية لتلقي العلاج، منهن 287 مريضة لم يتم الموافقة على طلباتهن، و125 سيدة تم رفضهن أمنيًا من قبل سلطات الاحتلال.
وذكرت أنه في عام 2015 تقدمت 748 مريضة مصابة بمرض سرطان الثدي بتصاريح سفر لمشافي القدس والضفة الغربية لتلقي العلاج من بينهن 293 حالة تأخرت تحويلات علاجهن، وتم رفض 74 مريضة أمنياً من قبل الاحتلال، في حين قوبلت طلبات 219 مصابة بالإهمال أو عدم الرد من الاحتلال.
من جهته، دان الخبير القانوني صلاح عبد العاطي، منع مرضى القطاع من التوجه للعلاج في مستشفيات القدس أو الضفة الغربية والوصول إلى المستشفيات الخاصة لتلقي العلاج اللازم عبر معبر بيت حانون (إيرز).
وأكد عبد العاطي لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال بحرمان المرضى من التنقل وتلقي العلاج اللازم تخالف كافة الأعراف والقوانين الدولية، لافتًا إلى أن فرض القيود على تنقل المرضى ومنعهم من السفر لتلقي العلاج سيفاقم من أوضاعهم الصحية.
ودعا وزارة الشؤون المدنية والمنظمات الدولية والصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وكافة الأطراف المعنية لممارسة الضغط على سلطات الاحتلال للسماح بمرور المرضى وتلقي العلاج اللازم.