نفى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد الرحمن شديد، وجود أي مفاوضات بين حركته والاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية حول ملف جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة.
وقال شديد في تصريحات لـ "فلسطين"، أمس، لا صحة لكل ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية والعربية وخاصة تصريحات وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، عن وجود أي مفاوضات بشأن الأسرى وصفقة التبادل.
وكان ليبرمان زعم أن حكومته تجري اتصالات سرّية بهدف إعادة جنوده المأسورين لدى حماس في غزة، مشيراً إلى أنهم ماتوا وأن (إسرائيل) ستعمل على دفنهم في مقبرة بمدينة القدس المحتلة.
ولم يكشف ليبرمان طبيعة المفاوضات ولا الجهة الوسيطة، أو الطرف المقابل في هذه المفاوضات.
ووصف شديد، ما جاء على لسانه بأنه "كذب ومحض افتراء، وتدليس للحقائق، ولا أساس له من الصحة".
وأوضح أن ليبرمان أراد من خلال تصريحه تضليل أهالي أسرى جنود الاحتلال المأسورين لدى المقاومة، في ظل انشغال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بفضائحه وملفات الفساد، وعدم وجود وقت لديه لهذا الملف الإنساني والأخلاقي.
وأضاف أن ليبرمان يريد خلط الأوراق، وتوجيه رسالة لأهالي جنوده المأسورين في غزة، بأن حكومته تبذل جهوداً لإعادتهم، وأنه كوزير للجيش ملتزم أخلاقياً بالعمل على الإفراج عنهم أو تحديد مصيرهم.
وأشار شديد إلى أن هذه التصريحات "رسالة داخلية لشعبه، وخاصة لجنود جيشه، بأن دولته ملتزمة أخلاقياً وقيمياً وإنسانياً تجاه الجنود، بهدف رفع معنوياتهم".
في الأثناء، نبّه القيادي بحماس، إلى أن الاحتلال أراد أن يستغل وجود وفد موسع من حماس في القاهرة، لإيصال رسالته حول صفقة تبادل أسرى، لافتاً إلى أن ليبرمان أراد بناء تصريحه الكاذب على أساس واقعي، خاصة بعد وصول نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري.
ومطلع نيسان/ أبريل 2015، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، لأول مرة، عن وجود "أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها"، دون أن تكشف بشكل رسمي إن كانوا أحياءً أم أمواتا.
وأعلن الناطق باسم القسام أبو عبيدة مساء 20 يوليو/ تموز 2014 أسرها جنديًا إسرائيليًا يدعى شاؤول أرون خلال عملية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة إبان العدوان البري؛ لكن جيش الاحتلال أعلن عن مقتله.
وفي الأول من أغسطس/ آب من نفس العام، أعلن جيش الاحتلال فقد الاتصال بضابط يدعى هدار جولدن في رفح جنوبي القطاع، وأعلنت القسام حينها أنها فقدت الاتصال بمجموعتها التي أسرته في المكان.
وإضافة إلى الجنديين، يتحدث الاحتلال الإسرائيلي، عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية.
وتشترط حركة حماس قبل أي مفاوضات مع الاحتلال تتعلق بصفقة تبادل أسرى، أن يسبقها الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار الذين أعيد اعتقالهم مؤخرًا.