فلسطين أون لاين

غياب الحوافز والأهداف يقتل كرة القدم في غزة

مصطفى نجم يكشف عن أسرار انتفاضة الشجاعية ونجاح مهمته

...
حوار/ إبراهيم عمر:

في لقاء خاص مع "فلسطين"

كشف الكابتن مصطفى نجم، المدير الفني لاتحاد الشجاعية أسرار انتفاضة الفريق في مرحلة الإياب من بطولة الدوري الممتاز، بعد تحقيقه نتائج مميزة جعلته الأفضل بين جميع فرق المسابقة بلغة الأرقام في الدور الثاني، مشيدًا بدور الجهاز الفني السابق للفريق، وكاشفًا عن طموحاته المستقبلية مع "المنطار".

وتحدث نجم في مقابلة خاصة مع صحيفة "فلسطين"، عن العوامل التي ساهمت في تحسن نتائج الشجاعية الذي تحول من فريق يعاني الأمرين في مراكز متأخرة بجدول الترتيب، إلى أحد أفضل فرق المسابقة، سواء على صعيد النتائج أو الأداء.

عودة الثقة

وقال إن العامل الرئيس الذي عمل عليه منذ اليوم الأول مع الفريق، عقب انتهاء مرحلة الذهاب، هو استعادة الثقة، مشيرًا إلى أنه تقرب من لاعبيه، ورفع معنوياتهم، من أجل إخراج أفضل ما لديهم فوق أرض الملعب، وهو ما حدث بالفعل، مع مرور الأيام.

ولفت إلى أن توليه المهمة في فترة التوقف بين مرحلتي الذهاب والإياب، منحه الوقت الكافي لتطبيق أفكاره مع اللاعبين، حيث أمضى نحو 40 يومًا في عمل مستمر، عبر تدريبات مكثفة ومباريات ودية، لتنطلق مرحلة الإياب وقد بات الفريق على أتم الجاهزية لدخول غمار البطولة وتقديم مستويات مميزة.

وأشار نجم إلى أن الصفقات القوية التي أبرمتها إدارة الشجاعية قبل انطلاق الدوري، كانت من بين الأسباب التي شجعته على قبول عرض النادي، معترفًا بأن معظم اللاعبين الجدد الذين ضمهم الشجاعية كان قد أوصى إدارة فريقه السابق الصداقة بالتعاقد معهم، ليجدهم في نهاية الأمر مع الشجاعية.

وبيّن أن عمله على الجانب النفسي جاء بالتوازي مع الجانب الفني، من خلال تطبيق تدريبات جماعية وفردية للاعبيه بهدف تطوير قدراتهم واكتشاف الجوانب الأفضل فيهم، وهو ما ساهم في ظهورهم في أفضل حالاتهم خلال المباريات الأخيرة، لتأتي الانتصارات التي ساهمت أيضًا في تعزيز حالة الاستقرار داخل الفريق.

ولم يغفل نجم الجانب الاجتماعي في عمله مع الفريق، مشيرًا إلى أن دور المدرب لا ينحصر على التدريبات الفنية والتكتيكية فقط، بل من المهم أيضًا تعزيز الجانب الاجتماعي بين اللاعبين لخلق حالة من الألفة والتضامن بينهم، لافتًا إلى أنه حاول قدر المستطاع تطبيق ما عايشه حينما كان لاعبًا في صفوف الزمالك والاتحاد السكندري المصريين.

وشدد نجم في سياق حديثه على أن اتحاد الشجاعية يملك مجموعة من أفضل اللاعبين على مستوى محافظات غزة، ولم يكن ينقصهم سوى العمل على بعض الجوانب، لتكون النتيجة نتائج مرضية في بطولة الدوري، وهنا حرص على الإشادة مجددًا بدور الجهاز الفني السابق الذي عمل طوال مرحلة الذهاب، ولم تخدمه الظروف لتحقيق النتائج المرجوّة.

وقال نجم إنه يحاول قدر الإمكان تخفيف الضغط على لاعبيه، من خلال التأكيد بأن هدف الفريق هو التعامل مع كل مباراة على حدة، موضحًا أنه هدفه الأساسي حاليًا إنهاء الدوري في مركز متقدم، لكن في نفس الوقت البقاء متيقظًا لوضعية المنافسة على اللقب، انتظارًا لنتائج الآخرين، والتي على ضوئها تتحدد الأهداف النهائية للفريق في الموسم الحالي.

نجحت في مهمتي

وأشار نجم إلى أنه ورغم الفترة القصيرة له مع الفريق، نجح في تحقيق معظم الأهداف التي جاء من أجلها، وتم الاتفاق بشأنها مع إدارة النادي قبل إتمام التعاقد، مبينًا أن عقده يمتد لموسم واحد، وأن أول تلك الأهداف كان ضمان بقاء الفريق في الدوري الممتاز، وهو ما تحقق بالفعل.

وأضاف أن المطلب الثاني من إدارة الشجاعية كان إنهاء الدوري في مركز متقدم في حال ضمان البقاء، وهو هدف اقترب من التحقق بالفعل، في ظل احتلال "المنطار" حاليًا للمركز الرابع، وبإمكانه التقدم أكثر في حال واصل النتائج الجيدة في الجولات القادمة.

وبيّن أن النقطة الثالثة التي كان محل اتفاق بينه وبين إدارة النادي، تركزت على ضرورة منح الفرصة لبعض الناشئين من أبناء النادي لأخذ فرصتهم مع الفريق، وقال إنه بالفعل يحرص على ذلك وإن بشكل جزئي، مؤكدًا أن الجولات القادمة ستشهد ظهور المزيد من اللاعبين الواعدين في المباريات.

وعن الهدف الرابع، قال نجم إن إدارة الشجاعية أكدت ضرورة المنافسة بكل قوة على لقب بطولة الكأس، منوهًا إلى أنه يركز بشكل كامل حاليًا على الأهداف الخاصة ببطولة الدوري، وفيما بعد سيلتفت إلى الأهداف الأخرى، لكنه قال إن الشجاعية يمتلك كل العوامل للمنافسة على البطولات القادمة.

ولم يخفِ نجم رغبته في البقاء لفترة طويلة مع الشجاعية في ظل حالة الاستقرار التي يعيشها الفريق، وامتلاكه لعناصر جيدة في جميع المراكز، بإمكانها المنافسة على الألقاب، موضحًا أن "المنطار" سيكون المنافس الأبرز على بطولات الموسم القادم، عطفًا على العناصر المميزة التي يمتلكها حاليًا.

مشكلة الكرة الغزية

وعرج نجم خلال حديثه مع "فلسطين" على أوضاع كرة القدم في محافظات غزة بشكل عام في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن المشكلة الأكبر التي تعيشها الكرة الغزية هي غياب الحوافز والأهداف، في ظل عدم توافر فرص حقيقية لمشاركة اللاعبين مع المنتخبات الوطنية حتى لو كانوا في أحسن حالاتهم.

وقال إن أي لاعب ينبغي توافر الحوافز والأهداف أمامه لكي يقدّم أفضل ما لديه فوق المستطيل الأخضر، ويعلم أن مكافأة ما بانتظاره، لكن في غزة لا توجد حوافز حقيقية، ولا يحظى اللاعبون بفرصة تمثيل المنتخبات الوطنية.

ونوه إلى أن الأمر لا يقتصر على الجانب الفردي فقط، بل إن الفرق الغزية نفسها تفتقد للحافز الذي يثير حماس لاعبيها، فهي سواء فازت أو لم تفز بالبطولات المحلية، لن تنال فرصة المشاركة الخارجية، ومع ذلك يجتهد اللاعبون ويحاولون تقديم أفضل ما لديهم في ظروف غير طبيعية على الإطلاق.

ونوه إلى أن المدربين في غزة يجدون صعوبة كبيرة في تطبيق أفكارهم في ظل غياب العمل الاحترافي حتى في أبسط صوره، منوهًا إلى أنه لا يستطيع كمدرب إحضار لاعبيه للتدريب أكثر من مرة في اليوم مثلًا، نظرًا لظروفهم وارتباطاتهم بأعمال أخرى، هذا إلى جانب قلة العائد المادي لهم من ممارسة كرة القدم.