لا تخفي المعلمة حنان المحمود (51 عاما) خشيتها من أن تطال الإجراءات التقشفية التي تتخذها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المعلمين والمعلمات من حملة درجة الدبلوم في مدارس قطاع غزة، بعدما أقدمت الوكالة أخيرا على فصل 158 معلمًا ومعلمة يعملون في مدارس الضفة الغربية المحتلة من ذات الدرجة.
ومنذ أن علمت المحمود، التي تعمل في مدارس الأونروا منذ عام 1989 بعد حصولها على درجة الدبلوم، خبر فصل الأونروا عددا من زملاءها في مدارس الضفة من غير الحاصلين على شهادة بكالوريوس، باتت الخشية على مصيرها تلاحقها في كل وقت في ظل إجراءات التقليص التي تتخذها الوكالة.
وأرسلت "الأونروا" في الحادي والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017 كتابًا لمدارسها التعليمية في جميع مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، يقضي بفصل كل معلم أو معلمة يحملون درجة الدبلوم من الخدمة، وذلك تحت عنوان "فصلك من الخدمة لحملك شهادة دبلوم".
وتقول المحمود لصحيفة "فلسطين": "رغم التطمينات التي نقلها رؤساء برنامج التعليم في أونروا بأن قرار الفصل سارٍ فقط في الضفة وملف موظفي غزة ليس مطروحًا على الطاولة، إذ قالوا لنا -نحن لا نستغني عن مجموعة هي كفؤ في التعليم وهي النخبة- إلا أن الخوف يسيطر على المعلمين كافة؛ لأن القضية متعلقة بأزمة عامة هي أكبر منهم".
وتضيف المحمود: "بعد كل هذه السنين في التعليم لا أرى أننا بحاجة إلى إكمال دراستنا للحصول على شهادة البكالوريوس، نحن نتحدث عن 28 عامًا في مجال خدمة التعليم، بماذا سيعود علينا إكمال عامين في الدراسة، بعد كل هذا العمر والخبرة العملية".
وفي محاولة لتفادي أي قرارات مستقبلية قد تصدر من "أونروا" بخصوص المعلمين في قطاع غزة من حملة درجة الدبلوم والبالغ عددهم 600 معلم ومعلمة، بادر اتحاد الموظفين العاملين في الوكالة إلى التفاهم مع الأونروا على حصول معلمو الدبلوم الذين تقل أعمارهم عن 55 عاما على الشهادة الجامعية الأولى خلال ثلاث سنوات.
المعلم محمد أبو بطنين (46 عاما) وجد نفسه مضطرا للتسجيل في الجامعة خشية أن يفقد مصدر دخله المالي الوحيد، إن نفذت الوكالة الأممية قرار تسريح معلمي الدبلوم في غزة مثلما حدث في الضفة خلال الشهور الماضية.
ويقول محمد أبو بطنين لصحيفة "فلسطين": "مهمة التوفيق بين متطلبات العمل كمعلم في المرحلة الابتدائية وبين الدارسة الجامعية، في ظل أعباء الحياة والتكاليف المالية المقرر أن أدفعها، صعبة جدًا، ولكن لا بد من ذلك لضمان تلبية احتياجات 7 أفراد أعيلهم في عائلتي".
إجراء احترازي
رئيس قطاع المعلمين باتحاد موظفي الوكالة، محمود حمدان أكد أن الاتحاد أقدم على تسهيل إجراءات حصول المعلمين من حملة درجة الدبلوم على الشهادة الجامعية الأولى "بكالوريوس" كخطورة وقائية وإجراء احترازي.
وقال حمدان في حديثه لصحيفة "فلسطين": "منذ بداية أزمة معلمي الدبلوم في الضفة الغربية وتحسبًا لانتقالها إلى غزة، فقد تواصلنا فورا مع إدارة الوكالة لنؤكد لهم أن الأمن الوظيفي خط أحمر، وقد تفاهمنا معهم أن نقوم بعمل وقائي في هذا المجال".
وأضاف حمدان: "نجحنا أخيرا في عقد اتفاقية مع جامعة فلسطين على فتح باب التسجيل للمعلمين الراغبين بإكمال دراستهم والحصول على درجة البكالوريوس ضمن شروط ميسرة من جانب التكاليف المالية ورسوم التسجيل والأتعاب الشخصية".
وأشار حمدان إلى أن قرابة 300 معلم ومعلمة من جميع محافظات قطاع غزة ممن تقل أعمارهم عن 55 عاما يعتزمون التسجيل للدراسة، ومن تبقى منهم سيكمل سنوات خدمته كالمعتاد في انتظار حلول سن التقاعد.