يُزايدون علينا بحبّ القدس، ونحن الذين ما مالت قلوبنا يومًا إلى سواها..
يزايدون علينا بحبّ القدس ونحن الذين حملنا همّها منذ 22 عاما، يوم نادينا "الأقصى في خطر" ويوم قال غيرنا إنّ الأقصى بخير والقدس بخير.. وإذا كان الأقصى في خطر فإنّ القدس في خطر..
يزايدون علينا بحبّ القدس ونحن الذين لا نذهب إليها سيّاحًا وإنمّا اختلط عرقنا بل ودُمنا بترابها..
يزايدون علينا بحبّ القدس ونحن الذين أقمنا خمس مؤسّسات لخدمة القدس ونصرة أهلها وبذلنا لأجل ذلك الجهد والمال..
يزايدون علينا بحبّ القدس ونحن الذين عمّرنا المصلّى المروانيّ في سباق مع الزمن يوم كان المحتلون يخطّطون ليكون معبدًا لهم عام 1997..
يزايدون علينا بحبّ القدس ونحن الذين من وقف أمام الاقتحامات والتدنيس، فكان منّا من ضُرب ومن سُجن ومن سال دمُه ودفع الغرامات من ماله.
يزايدون علينا بحبّ القدس ونحن من قام على مشروع البيارق وتسيير الحافلات يوميًا الى القدس للرباط ولدعم اقتصاد أهلها بعد محاولات الاحتلال ضرب اقتصاد القدس القديمة.
يزايدون علينا بحبّ القدس ونحن من رمّم البيوت وأقام الملاعب ودعم العيادات والمدارس وأغاث العائلات المستورة..
يزايدون علينا بحبّ القدس.. اسألوا أهل سلوان عنّا، أهل وادي الجوز وجبل المكبّر، بل وكلّ سكان القدس القديمة وسيقولون لكم من نحن..
يزايدون علينا بحبّ القدس ونحن الذين أُبعدنا عنها ولوحقنا لأجل هذا الحبّ.. ومن أجلها اعتقل وسجن إخوتنا عشّاق الأقصى وما يزالون في السجون مبعدين عن بيوتهم..
يزايدون علينا بحبّ القدس ولأجلها اعتقل مرّات وما يزال شيخنا شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح..
يزايدون علينا بحبّ القدس ولأجلها حُظرت حركتنا الإسلاميّة وأخرجت عن القانون وأغلقت لنا ثلاثون مؤسسة وصودرت ممتلكاتنا وأغلقت مكاتبنا ومنعنا من العمل السياسيّ والدعويّ والخيريّ..
يزايدون علينا بحبّ القدس وهم الذين صفّقوا وهتفوا لمن ساوموا على القدس في أوسلو وجعلوها على طاولة المفاوضات، ومرّت السنين وها هي القدس قد هُوّدت وُمسخت هويّتها، وها هم يتباكون اليوم عليها دموع التماسيح هم ومن صفّقوا لهم وقد ضيّعوا القدس وكلّ فلسطين.
القدس يا هؤلاء عقيدةٌ وقرآن وليست شعاراتٍ رنّانة..
القدس أسري إليها بمحمّد صلى الله عليه وسلّم وفتحها عمر وحرّرها صلاح الدين.. القدس لمن يعمل لها بصدق وليست للسماسرة والنخاسين..
القدس تعرف من نكون، والقدس نعرف من تكون.
القدس عاصمة الخلافة الإسلاميّة الراشدة، وقريبًا بإذن الله.