حذرت وزارة الصحة في غزة، أمس، من توقف بعض المستشفيات، خلال ساعات بسبب أزمة نفاد الوقود، فيما حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الحكومة المسؤولية عن ذلك.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة لصحيفة "فلسطين": "إن ساعات تفصلنا عن توقف الخدمة بشكل كامل في مستشفى بيت حانون والدرة للأطفال؛ بسبب قرب نفاد آخر قطرة من الوقود".

ولفت القدرة إلى أن وزارة الصحة التقت أمس، بلجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، وتم اطلاعها على الأزمات التي تتعرض لها مستشفيات القطاع وعلى رأسها أزمة نفاذ الوقود.

وذكر أن اللجنة أخذت على عاتقها تناول الملف مع أصحاب العلاقة بشكل مباشر، والعمل على تنحية القطاع الصحي عن ملفات المصالحة على اعتبار أنه ملف إنساني.

وكانت وزارة الصحة ذكرت، أن المستشفيات بحاجة إلى 450 ألف لتر من الوقود شهريا، لتشغيل المولدات الكهربائية في حال انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتراوح بين (8-12ساعة) يومياً، بينما تحتاج حوالي 950 ألف لتر (شهرياً) حال انقطاع الكهرباء لمدة 20 ساعة يومياً.

تدخل عاجل

وفي السياق، قال مدير مستشفى عبد العزيز الرنتيسي للأطفال محمد أبو سلمية، إن أيامًا تفصلنا عن توقف الخدمة بشكل كامل في المستشفى بسبب قرب نفاذ الوقود.

وتوقع أبو سلمية، في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، نفاد الوقود في مستشفى الرنتيسي خلال خمسة أيام، "ما سيعرض حياة المرضى للخطر الشديد".

وأكد أنه "لا غنى عن الكهرباء ولو لثانية واحدة؛ خشية من تعرض المرضى للخطر أو الوفاة"، مشيرًا إلى اعتماد أقسام "العناية المركزة، والغسيل الكلوي، والمناظير والعمليات وتحضير العلاج الكيميائي" على الكهرباء بشكل كامل.

ولفت إلى أن عدد المرضى المنومين في المستشفى نحو 80 مريضًا، بالإضافة إلى 400 مريض يترددون على العيادة الخارجية التابعة له بشكل يومي.

وبين أن زيادة قطع التيار الكهربائي يدفعهم إلى الاستعانة بالمولدات الكهربائية بشكل كبير، والتي تعمل على الوقود، لافتًا إلى أن جدول الكهرباء المعمول به حاليًا (4 ساعات وصل- 12 قطع) يدفعهم إلى استهلاك من (750 -800) لتر يوميًا من الوقود.

واعتبر أزمة الوقود الحالية من أصعب الأزمات التي يتعرض لها المستشفى، بسبب عدم تلقيهم أي وعود من الجهات الداعمة بخلاف الأزمات السابقة، داعيًا الحكومة لتحييد القطاع الصحي عن الخلافات أو التجاذبات السياسية، والتدخل بشكل عاجل لإمداد مستشفيات القطاع بالوقود.

وطالب أبو سلمية منظمة الصحة العالمية لأن يكون لها دور تجاه أزمة نفاد الوقود، مناشدًا أحرار العالم وشرفاء الأمة والفصائل الفلسطينية كافة ليكون لهم دور لإنهاء أزمات وزارة الصحة وخاصة الوقود.

بدوره، أكد مدير قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة د. أيمن السحباني أن نفاد الوقود في مستشفيات القطاع "يعني هلاك المرضى".

وحذر السحباني في تصريحات لـ"فلسطين"، من هلاك عشرات المرضى في مجمع الشفاء الطبي في حال نفاد الوقود وتوقف الكهرباء، داعيًا لتحييد القطاع الصحي الخلافات السياسية كافة وحماية المرضى من الخطر.

وأوضح أن عدد المرضى المنومين داخل مجمع الشفاء الطبي نحو 700 مريض، جلهم بحاجة ماسة للطاقة الكهربائية التي تجنبهم الخطر، خاصة في قسم "العمليات والغسيل الكلوي، وحضانات الأطفال، والعناية المكثفة".

ودعا السحباني المؤسسات الدولية والحكومة كافة للوقوف عند مسؤولياتهم، وتوفير احتياجات مستشفيات القطاع من الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وتجنيب المرضى الخطر وتعرضهم للوفاة.

بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، إن "تجاهل حكومة الحمد الله لاحتياجات مستشفيات غزة من الوقود والدواء، إسهام واضح في ضرب مقومات صمود أهلنا ودفع غزة نحو الانهيار".

وحمّل برهوم في بيان صحفي، أمس، الحكومة التداعيات الناجمة عن تجاهلها احتياجات المستشفيات في قطاع غزة، داعياً الكل الفلسطيني للوقوف عند مسؤولياتهم تجاه هذا الإهمال المتعمد بحق غزة وأهلها.