كشفت مصادر محلية في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية المحتلة عن تصاعد المحاولات الإسرائيلية لتفريغ أربع مدارس واقعة على مقربة من حواجز عسكرية وقريبة نسبيا من المسجد الإبراهيمي وسط المدينة.
وأفاد، عارف جابر، النّاشط في توثيق انتهاكات الاحتلال في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل بأنّ سلطات الاحتلال تكرّر عمليات الإرهاب للطلبة وللمواطنين المقيمين في محيط الحواجز العسكرية والبؤر الاستيطانية.
وقال جابر لصحيفة "فلسطين" إنّ قوات الاحتلال تعتبر المدارس عوامل تثبيت للسّكان وعائلاتهم في المنطقة، وبالتالي يكرّر الجنود اقتحامها والتضييق على طلبتها لإجبار السّكان على الرحيل واختيار السّكن في مناطق أخرى.
وأضاف: المدارس نقاط قوّة في المنطقة، ويريد الاحتلال إرهاب الطلبة والمعلمين بطرق عديدة، وصولا إلى مرحلة هجران المدارس وإغلاقها.
وبيّن جابر أنّ المدارس المستهدفة هي مدارس: زياد جابر، ومدرسة الفيحاء للبنات والمدرسة الإبراهيمية الواقعة في قلب المدينة، التي لا يمكن للطلبة الوصول إليها إلّا بعد تعرّضهم للملاحقات وعمليات التفتيش على الحواجز العسكرية، إضافة إلى مدرسة غرناطة الواقعة في حيّ تل الرميدة والتي يجري الدخول إليها عبر معابر تشبه المعابر الحدودية، ويخضع فيها الطلبة والمعلمون والهيئات الإدارية إلى سلسلة عمليات تفتيش واحتجاز يومية ذهابا وإيابا.
وكان أكثر من (100) جندي إسرائيلي حاولوا مؤخرًا اقتحام الغرف الصفية للمدرسة الإبراهيمية في قلب مدينة الخليل، بحثا عن طالب لا يتجاوز الـ(12) عاما، بذريعة إلقاء حجر وإصابته جنديا بجروح على أحد الحواجز العسكرية القريبة من المدرسة.
وذكرت مصادر في تربية وتعليم وسط الخليل لصحيفة "فلسطين" أنّ قوّات الاحتلال أخلت المدرسة من طلبتها بعد استقدام أكثر من (100) جندي إلى محيطها ودخولهم إلى باحاتها وإثارتهم الذعر في صفوف الطلبة، دون مراعاتهم لوضعها كمدرسة أساسية يدرس فيها أطفال صغار.
وأشارت إلى أنّ هذه المدارس واقعة تحت استهداف الاحتلال الواضح، من خلال عمليات الاقتحام المتكررة، التي تجدّدت مع بداية الفصل الدراسي الثاني، مشيرة إلى أنّ ادّعاءات الاحتلال "كاذبة"، وتستهدف التضييق على العملية التعليمية في هذه المدارس.
ونوهت إلى تكرار عمليات وقف العملية التعليمية في هذه المدارس، عبر اقتحامها وإجبار الهيئات التدريسية والإدارية على وقف الدوام وإخلاء الطلبة، ويبرر الاحتلال الأمر بإفساح المجال أمام أنشطة عسكرية في المنطقة أو إبعاد الطلبة عن أماكن احتفال المستوطنين بالأعياد، مشيرة إلى حالة تهديد حقيقية تكتوي بنارها العملية التعليمية في هذه المناطق.
ولفت النظر إلى المخاطبة الدائمة للمؤسسات الحقوقية كاللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المؤسسات المحلية والدولية الناشطة في مجال حقوق التعليم وحقوق الطفولة وحقوق الإنسان، لأخذ دورها الهام والملح في هذا الجانب.