فلسطين أون لاين

​"فيه ثلج؟".. سؤالٌ أرهق الراصد الجوي

...
غزة - رنا الشرافي

سلسلة من التذبذبات الجوية، بين ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها، تمرّ بها فلسطين، حالها حال كل بقاع الأرض، وترتبط التغيرات بمختلف جوانب حياة الناس، كالمزارعين الذين ينتظرون المطر ليروي محاصيلهم..

هذا الارتباط بين الطقس والحياة، بالإضافة إلى الاشتياق لتفاصيل الشتاء من مطر وثلج، يترجمه الناس إلى مجموعة من الأسئلة التي لا يتوقفون عن طرحها على الراصدين الجويين، فيسألونهم عن طبيعة الطقس في وقت معين، ويلقون بالملامة عليهم إن خالفت توقعاتهم حالة الطقس، ويصل الأمر إلى حد اتهامهم بالكذب والدجل أحيانا، وهذا ما يبدو جليا في تعليقات بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمتلئ الحسابات الشخصية للراصدين الجويين بتعليقات تدور حول محاور تكاد تكون ثابتة، كسؤال: "فيه ثلج؟"، و"أين المطر"، و"لماذا لم يحصل ما توقعته؟"، وغيرها مما يجعل الراصد الجوي يعيش في دائرة اتهام بلغت حد الفكاهة..

فوق البيت!

الراصد الجوي عاصم عصيدة من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، أوضح لنا في بداية حديثه أن الأسئلة التي يتلقاها حول طبيعة الطقس تختلف من منطقة إلى منطقة أخرى.

وقال: "فمثلاً، سكان المناطق الجبلية يهتمون بنزول الثلج، وأكثر سؤال يطرحوه علي هو (هل سيتساقط الثلج اليوم؟)، بينما في المناطق السهلية يسأل الناس عن كميات الأمطار التي سوف تهطل وهل ستكون كافية للري أم لا؟".

وأضاف: "أصعب ما نواجهه عدم حدوث شيء توقعناه، ففي هذه الحالة تتهافت علينا الاتهامات بالدجل والكذب"، متابعا: "كل شخص يقيس الطقس في منطقته ويقارنه بتوقعات الراصد الجوي الذي يعطي توقعاتٍ لمناطق قد تبلغ مساحتها 40 كيلو متر، فإذا لم تسقط الأمطار في كيلو متر واحد منها اتهمونا بالكذب".

الثلوج هي أكبر مسببات إحراج الراصد الجوي، بحسب عصيدة، ففي عدم تساقطها كما توقع مسبقا، يطلق مستخدمو مواقع التواصل النكات على الراصد، ويبحثون عن صفحات الراصدين الذين توقعوا سقوطها ليسخروا منهم.

ونبه إلى أن ما يقوم به الراصد الجوي هو توقع الطقس بناء على قراءة الإحداثيات والخرائط، فهو "ليس قارئا للغيب، ولا يعرف ما تخفيه السماء حتى يحصل ما يتوقعه في كل مرة"، على حد قوله.

أما أكثر الأسئلة إزعاجا للراصد الجوي فهي سؤاله عن الموسم بأكمله، وعن حالة الطقس فيه، فالتوقعات الجوية تكون لمدة أيام أو أسبوع وليس لفصل كامل.

وقال: "إن توقعت سقوط الأمطار في منطقة ما، ولم تهطل فوق منزل أحدهم يباغتني بالسؤال (لماذا لم تسقط الأمطار على منزلي؟)، وهذا حدث بالفعل".

وطالب عصيدة الجمهور بعدم المبالغة في التوقعات التي يطلبونها من الراصد الجوي.

عندما أتزوج؟

مبالغة الجمهور في طلب التوقعات تحدّث عنها أيضا الراصد الجوي محمد جانم، إذ قال: "يتعامل البعض مع الراصد وكأنه مُنجّم، أو كما لو كان يعرف الغيب، وهذا غير صحيح بالطبع، فنحن نتوقع وفق ما نراه من معطيات، والله أعلى وأعلم في كل شيء".

وأضاف لـ"فلسطين": "وأكثر من ذلك، أن البعض يعامل الراصد كما لو كان مسؤولا عن سقوط المطر، فيسألوننا عن سبب عدم سقوطه في مناطقهم، ويطلبون منا أن نتوقع لهم ما يتمنون".

وبيّن أن أكثر سؤال يُطرَح على الراصد الجوي هو السؤال عن طقس منطقة معينة في وقت محدد.

من أطرف الأسئلة التي طُرحت على جانم، سؤال أحدهم: " كيف سيكون الطقس بعد شهرين من الآن لأنني أريد أن أتزوج؟".