بمناسبة الذكرى السنوية لخرافة المحرقة "الهولوكوست" قال أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى إن "الهولوكوست" جريمة نازية هزت البشرية في العمق وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان منصف ومحب للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها، مؤكداً أن الرابطة لا تعرب عن وجهات نظرها استنادا إلى أية أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة.
قبل التعقيب على هذا الخبر الصادم أود تذكير القراء الأعزاء أن الدكتور محمد العيسى يقود حملة تطبيع غير مسبوقة مع المحتل الإسرائيلي وله لقاءات عديدة في أوروبا مع متطرفين صهاينة، كما أن له مواقف غريبة ومخالفة للشرع مثل دعوة المسلمات الأوروبيات لعدم تغطية الشعر ان تم طلب ذلك منهن أو عليهن مغادرة الدول الأوروبية، ولكن لحسن الحظ أن اوروبا تحترم مواطنيها وفيها ديمقراطية تحترم حقوق الاقليات اكثر مما يحترمها من يدعي انه يمثل الإسلام أو أهل الإسلام.
كل الدراسات العلمية والموضوعية اثبتت بالدليل القاطع ان المحرقة بالحجم الذي يدعيه اليهود غير موجودة ومستحيلة الحصول، أي انها غير قابلة للتصديق، وإن مات عشرات الآلاف أو حتى مئات الآلاف من اليهود قتلا أو حرقا فهذا أمر غير استثنائي في حقبة مات فيها عشرات الملايين من البشر أكثرهم من المسلمين بسبب الحروب والأمراض والمجاعات وغيرها من أسباب، ولذلك فلا يخدعنكم استنكار المحرقة من مؤسسة تضع نفسها في إطار إسلامي فتصدقوا الحدث من أساسه، فهم يستنكرون ويذرفون الدموع على خرافة لا مكان لها إلا في المتاحف والكتب والروايات الإسرائيلية وكذلك في عقول المطبعين العرب.
يقول الدكتور محمد العيسى إن دافع الرابطة لتجريم المحرقة إنساني بحت، ونحن نقول بل سياسي وسياسي بامتياز ويتساوق مع مؤامرة " صفعة القرن" ضد القدس وفلسطين والشعب الفلسطيني، كما أن أصل الخرافة يعود إلى أربعينيات القرن الماضي ولم تحدث بالأمس أو في السنوات الأخيرة، كما أنها المرة الأولى في تاريخ الرابطة التي تذكر المحرقة وتستنكرها رغم تأسيسها قبل اكثر من خمسين عاما.
قبل التعاطف مع اليهود واكاذيبهم على العرب ان يرفعوا الحصار العربي الإسرائيلي عن قطاع غزة، عليهم ان يقفوا في وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدعي ان القدس عاصمة إسرائيل وأنه أزاحها تمهيدا للسلام مع الفلسطينيين والعرب، دعوكم من النبش في الخرافات والأساطير وأفتونا بما يفعله الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه.
كلمة أخيرة لا بد من قولها: ما يعدكم ترامب إلا غرورًا، والله لو اجتمع العرب والعجم على شعبنا ما تخلينا عن أرضنا ولا عن مبادئنا ولا عن صمودنا في وجه الاحتلال، ستزولون وستتحرر فلسطين من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس الشريف؛ "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".