"حكايات الجدة".. في ظل التطور التكنولوجي وتفضيل الأطفال للأجهزة الذكية، لم تعد تلك الحكايات ممتعة لهم كما في السابق، مما غيّب عن الأسرة العربية موردا مهما للقيم والسلوكيات التي كانت تغرسها القصص في نفوس الأطفال، وفضلاً عن ذلك فإن هذه الحكايات تشكّل وسيلة تواصل مباشر مع العالم الحقيقي، بدلاً من العالم الافتراضي.. عن القصص المحكية، أيًا كان راويها، تُحدّثنا عنه الإخصائية الاجتماعية بدور شعشاعة:
فوائد كثيرة
تقول شعشاعة: "القصص القديمة مثل (كليلة ودمنة)، و(جحا وحماره) وغيرها، كان لها أهمية كبيرة عند للأطفال قبل التطور التكنولوجي وظهور الأجهزة الذكية، وكانت تساعدهم على الإبداع والتأمل في حياتهم ونشاطاتهم اليومية.
وأضافت: "هذه القصص كانت تغرس في نفوسهم القيم الاجتماعية والدينية، وكذلك كانت تُنمي جوانب شخصيتهم، لكن التطور التكنولوجي الحاصل خلق حالة من البُعد الكبير عن هذه القصص فأصبح الطفل يفضل استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم على أن يستمع للقصص".
وتابعت: "تساعد القصص الطفل على التواصل والتقرب المستمر مع الوالدين أو الجدة، لكونها فهي تعطيه مساحة من الوقت للجلوس مع أهله والتحدث إليهم".
وأشارت إلى أن أغلب القصص تحتوي على مواعظ وعبر ونصائح، وتكون غير مباشرة، ويستفيد منها الطفل في حياته، ناهيك عن أنها تعطي الطفل مساحة من التفكير الواسع، وخصوصا إذا كان أسلوب راوي القصة مشوقًا.
وأوضحت: "من خلال التحدث مع الطفل أثناء رواية القصة له، يمكن معرفة ما يدور في ذهنه من أفكار، وما يملكه من مواهب، وهذا يساعد الأهل على تنمية هذه المواهب، إلى جانب أنها تنمّي عنده حب القراءة بفعل رغبته في قراءة المزيد من القصص". لافتة إلى أن قراءة القصص بشكل يومي للأطفال قبل النوم تساهم في تعويده على النظام والانضباط.
وبيّنت شعشاعة: "كذلك أثناء قراءة القصص، يُفضل عرض القصص المصورة، فتأثير الصورة مع السرد يكون أكبر على الطفل".
وقالت: "يمكن الاستفادة من التطور التكنولوجي لتوفير طرق جديدة لجذب الطفل إلى القصص، مثل القصص الكرتونية التي تُعرض في قنوات التلفزيون" .
وأضافت: "يمكن جذب الطفل للقصة من خلال جعله يقرؤها بنفسه، مع اختيار القصص التي يفضلها، وما ينمي ثقافته وقدراته الفكرية والحسية".