عمت الفرحة محافظة رفح جنوب قطاع غزة أمس، بتحرير الأسير طارق أحمد المدلل من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد قضائه 14 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير المدلل عبر معبر بيت حانون -إيرز-، ظهر أمس.

يذكر أن سلطات الاحتلال اعتقلت المدلل من داخل معبر رفح عام 2004م، أثناء سفره إلى الجزائر لدراسة تخصص الهندسة.

وكان في استقباله أقربائه وأصدقائه ومحبيه، وعناصر مسلحة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، احتفوا به بموكب سار به من شمال قطاع غزة إلى رفح جنوبا حيث مسقط رأسه.

وأعرب المدلل الذي وصل منزله في منطقة رفح الغربية، منهكا وبالكاد يتحدث، عن سعادته البالغة بحريته، قائلا: "أتمنى أن يذوق جميع الأسرى هذا الشعور الجميل بالحرية".

وأوضح أن سعادته منقوصة لتركه خلفه في سجون الاحتلال آلاف الأسرى الذين ينتظرون كسر قيودهم، مشيرا إلى أن الاسرى حملوه رسالة للجميع بأن يدافعوا عن حقوقهم ويعملوا على الإفراج عنهم.

وأشار المدلل إلى أن الأسرى يتلهفون لسماع أخبار جديدة عن إمكانية عقد صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال مقابل الإفراج عنهم، قائلاً: "أملهم كبير بالمقاومة الفلسطينية بأن تحررهم كما حررت المئات قبلهم".

ولفت إلى أن الأسرى يعشون أوضاعاً صعبة في ظل هجمة إدارة السجون عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، قائلاً: "معاناة الأسرى لا يمكن حصرها في مجلدات، وهم لا يريدون إلا حريتهم".

وذكر المدلل أنه عاش لحظات صعبة عندما قرر الاحتلال الإفراج عنه، وخرج من سجنه، قائلا: "امتزجت المشاعر، عندما تركت إخواني، لا أعرف هل أفكر بمن تركتهم أم بمن سأقابلهم".

وأضاف: "إن الأسرى يعلمون الآخرين الصبر ولا يريدون أحدا يعلمهم ذلك، لكنهم ينتظرون الأفعال لا الأقوال، كما أنهم حملوني رسالة مفادها (من لا يريد أن يفعل شيئا لأجلنا فليتركنا وشأننا)".

ولفت إلى أن أسرى الأراضي المحتلة عام 1948، حملوه رسالة خاصة، وقالوا فيها "نحن أبناء هذه الأرض وضحينا من أجلها، ونريد العمل لإطلاق سراحنا، فلا تنسونا".

بدوره، أوضح أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وهو والد الأسير المحرر، أن إطلاق سراح نجله بمثابة فرح كبير، قائلاً: "حرية طارق تؤكد أن أسرانا بلا أدنى شك محررون من سجون الاحتلال، وأن إرادة شعبنا لن تنكسر".

وتابع: "اليوم شعبنا بلا شك يفرح بحرية طارق؛ لكن هذه الفرحة لن تكتمل لأن هناك آلاف الأسرى ما زالوا داخل السجون الإسرائيلية، ولن تكتمل فرحتنا إلا بخروجهم جميعا".

وأضاف المدلل: "نقول لأسرانا، أنه لا يمكن أن يقر لنا قرار ولا يهدأ لنا بال طالما أنكم في السجون"، مطالبا العالم الحر بالتدخل من أجل إنهاء معاناتهم، في ظل غطرسة السجان وظلمه لهم.

وأكد على ضرورة بقاء قضية الأسرى مشتعلة لدى شعبنا، مشددا على أن مقاومة شعبنا ستبقى مستمرة حتى تحرير جميع الأسرى.

أما والدته، فلم تستطع وصف شعورها لعودة نجلها إلى الحياة من جديد، ولكنها قالت وملامح الفرحة تكتسي وجهها: "أتمنى لباقي الأسرى في السجون الإسرائيلية أن يُفك قيدهم وتُكسر الأغلال من أيديهم".

وطالبت القيادات الفلسطينية بضرورة إنجاز المصالحة من أجل إنهاء معاناة شعبنا وكسر حصاره في غزة، كما طالبت الدول العربية والإسلامية بنصرة شعبنا ومقدساته وعدم البقاء في وضعية المشاهدة من بعيد والترقب.