إن الزواج في الإسلام علاقة مقدسة وميثاق غليظ, مثلما وضع الدين الحنيف له شروطاً ليتم, كذلك قد وضع له شروطاً ليكون سليماً, وطرائق لكي يستمر وينجح. وإذا أمعنا النظر في أي علاقة زوجية فاشلة أو غير مستقرة فإننا حتما سنلاحظ افتقارها لما أمر الله به ليثبت البنيان الوثيق فيما بين الزوجين أو بين الزوجين وأبنائهم.
ولكي يحظى المجتمع المسلم بحياة زوجية إسلامية يجب أن يكون كل من الزوجين مسلماً في خلقه وتعامله مع الآخر، وفي تعامله مع الأبناء فيما بعد.
حقوق وواجبات
إن الزواج في الإسلام يعتبر رباطاً وثيقاً يقوم على المودة والرحمة بين زوجين تتوحد حياتهما ومصائرهما. وعلى كل منهما أن يقدم واجباته تجاه الآخر قبل أن يطالب بحقوقه, فإن أدى واجباته بالشكل المطلوب ووفقا للشرع حق له المطالبة بحقوقه, ومحاسبة الشريك على التقصير فيها.
فالإسلام يلزم كل من الزوجين ببذل قصارى جهدهما ليكونا زوجين صالحين وفرض ما يلزم من فروض وحدود لتساعدهما على الصلاح والنجاح. وعليه فإن كل تقصير في حق الآخر له وزره في الآخرة وله تعاسة كبيرة في الدنيا.
احترام حقوق الآخر
يجب أن يدرك كل من الزوجين حقوق الآخر ويجتهد لتلبيتها كيفما اقتضت الشرائع وليس كما يقتضي المجتمع، خاصة إن ابتدع حقوقاً غير التي نص عليها الدين, فكثيرٌ ما نلاحظ مطالبة الرجل لزوجته بأمور لم ينص عليها شرع, بل هي من استحداث المجتمع الذي خطى بجنون مبتعداً عن الدين والصواب واستقى حقوقه من العادات والتقاليد, كأحقيته في مال زوجته وأحقيته بخدمتها لأهله, والتحكم في كل شاردة وواردة في حياتها من باب أحقيته في امتلاكها كجسد وعقل.
صفات الزوجة المسلمة
هناك صفات يجب أن تتسم بها الزوجة المسلمة وهي إظهار الحب والاحترام والعطف للزوج
فيما بينهما وأمام الأبناء وأمام أهله وأهلها, والحفاظ على ماله وعرضه وتربية أبنائه على منهج الإسلام.
حفظ سره ومداراة عيوبه, والعيش بما يتلاءم مع وضعه المادي دون تأفف أو تذمر أو تعيير بتقصير إن كان يبذل كل ما يملك وفق إمكاناته المتاحة. تشجع الزوج على الطاعات, وتحثه على بر والديه وصلة رحمه والبذل عند المقدرة لإكرامهم.
وأخيراً إن وجدت أنها لا تستطيع تقبله كزوج وتحسن التبعل له, فإما حياة بصبر أو انفصال باحترام دون تشهير أو تجريح.
صفات الزوج المسلم
للزوج المسلم صفات يجب أن يتحلى بها لكي تبنى الأسرة المسلمة وتنمو بشكل صحيح, فالزوج المسلم يجب أن يكون مستقيماً مطيعاً لله، وألا يجعل طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وأن يحسن التوفيق بين زوجته وأهله دون نصرة طرف على آخر بغير حق، وعليه القوامة بالإنفاق على زوجه، وعليه الرعاية والحفظ والاحترام وإظهار المودة والرحمة, ومنحها حقها في مالها وإعانتها على قضاء مصالحها إن كان لها مال, ومعاونتها في أعباء المنزل إن كان لديه وقت.
وعليه أن يعطيها حقها في الفراش وأن يعدل بينها وبين زوجاته الأخريات إن وجدن. وعليه القيام بدوره في رعاية أبنائه ليكونوا أفرادا مفيدين في المجتمع.
اعرف نفسك
علينا أن نقف مع أنفسنا في ضوء ما لنا وما علينا، ونحاول تصنيفها إما أننا بالفعل أزواج صالحون، أو أننا نفتقر إلى المعرفة والسبل لتطبيقها. وإن كنا كذلك فإن لدينا الوقت لنبدأ بداية جديدة نحسن فيها لأنفسنا ولأزواجنا, فيحسن رجالنا القوامة والرعاية والمودة وتحسن نساؤنا التبعل لرجالهن، ولنعط كل ذي حق حقه.