فلسطين أون لاين

​"تراجع أمريكا عن دعم المصالحة سيزيد إصرارنا على إتمامها"

مهنا يؤكد أهمية مشاركة حماس والجهاد في اجتماع المجلس المركزي

...
مهنا (أرشيف)
غزة - أدهم الشريف

أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا، أهمية مشاركة حركتي المقاومة الإسلامية حماس، والجهاد الإسلامي في جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لتجديد دور المنظمة على اعتبار أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وقال مهنا في حوار مع صحيفة "فلسطين": "لا بد من مشاركة القوى السياسية للشعب الفلسطيني بما فيها حماس والجهاد كقوتين رئيسيتين في الساحة الفلسطينية"، مشيراً إلى أن عقد المجلس مناسب في هذا التوقيت لتدارس الأوضاع الجديدة خاصة بعد موقف إدارة الرئيس ترامب، المعادي بطريقة فجة لحقوق شعبنا.

وأضاف أنه شبه متأكد من مشاركة حماس بشكل رسمي في الاجتماع، ومن المتوقع أن يلقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية كلمة فيه. مضيفًا "هذا جيد، لكن لا المجلس الوطني أو المركزي يجب أن يعقد تحت حراب الاحتلال".

وكان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أعلن أول من أمس، انعقاد المجلس المركزي في دورته الـ28، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله يومي الأحد والإثنين 14 و15 يناير المقبل، بعنوان "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".

لكن مهنا أكد أن عقد المجلس مهم جدًا، لكن ليس تحت حراب الاحتلال ويجب البحث عن دولة مثل مصر أو الجزائر أو غيرها، ليعقد بشكل متكامل في الخارج.

الدور الأمريكي

وفي موضوع ثانٍ، أكد مهنا أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن دعم المصالحة الفلسطينية، سيقابل بإصرار فلسطيني على إتمامها، خاصة بعد إعلان ترامب في 6 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد على أن المصالحة ضرورة وطنية ملحة وشرط أساسي لاستمرار نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.

وأضاف: أيٍ كان من يعيق المصالحة، فهو مخطئ في حق الوطن.

ورجح إمكانية تحقيق المصالحة في المرحلة الحالية، وحل موضوع الموظفين، وما يتعلق بقيام الحكومة بمسؤولياتها، وبالذات بعد موقف رئيس الإدارة الأمريكية، سيتجه الرئيس محمود عباس، نحو المصالحة.

وتابع مهنا: "هذا ما لمسناه في لقاءاتنا مع فتح، في الوقت الذي تؤكد فيه حماس أن المصالحة خيار لا بديل عنه".

ولفت الأنظار إلى أن المصالحة ضرورة وطنية، وأن تأييد الإدارة الأمريكية لها كان يهدف إلى جر حماس للموقف السياسي الذي تتبعه السلطة.

لكنها (الإدارة الأمريكية) أصبحت أقل تأييدًا بعد قرار ترامب، موضحًا أن مصر تسير في ملف المصالحة بدعم أمريكي، وما زالت تسعى لتحقيق المصالحة.

وأكد مهنا أن اتفاق المصالحة ينقصه الترجمة الحقيقية من كل الأطراف، وبالذات من الرئيس عباس.

وقال: "رغم وجود معيقات، إلا أن الجميع يؤكد أنه يريد المصالحة بما فيها حركة فتح، لكن على الأرض هذا غير موجود، وأتمنى أن يكون موجودًا في المرحلة القادمة".

ملف المصالحة

وحول سبب ظهور الوسيط المصري في ملف المصالحة وغيابه فجأة عن المشهد، أرجع مهنا ذلك إلى "التراجع الأمريكي عن دعم المصالحة"، لكنه أشار إلى أن مصر ما زالت معنية بالإمساك بالورقة الفلسطينية حتى تعزز موقفها العربي، ولأن إنهاء الانقسام مصلحة لها.

وبشأن سلاح المقاومة، بين أنه لم يطرح على طاولة الحوار بين الفصائل أو على طاولة الحوار بين فتح وحماس.

وذكر مهنا أن نظرية عباس لا تؤمن بالمقاومة تمامًا، وهو يريد حكومة تسير على هذا الاتجاه، فيما تدرك حماس والقوى الفلسطينية أن المقاومة شكل أساسي من أشكال مقاومة الاحتلال.

عقوبات غزة

وحول موضوع العقوبات واستمرارها على غزة، أشار إلى أن فرضها على غزة من حيث المبدأ، أمر خاطئ، واستمرارها خطأ آخر.

وقال: "يجب أن تزال هذه العقوبات فورًا (..) كان الهدف منها دفع المواطنين في غزة للثورة في وجه حماس".

وأكد أن الجبهة الشعبية لا يمكن أن تشارك في حكومة فلسطينية تأتي تحت سقف اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير و(إسرائيل) برعاية أمريكية ودولية، في سبتمبر/ أيلول لعام 1993.

وأضاف: "الجبهة الشعبية تريد حكومة وطنية لا تلتزم بأوسلو وقيودها وتدعم الفقراء من شعبنا".

وبين مهنا أن تعزيز صمود المواطنين في غزة كان من أهم مسؤوليات الحكومة برئاسة رام الحمد الله لكنها لم تقم بذلك.

التسوية

وعلى صعيد معبر رفح البري، رجح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن فتح المعبر مرتبط بالظروف في مصر، مشيرًا إلى أن حركة حماس سلمت المعبر، فيما لم تمارس السلطة دورها كاملاً.

وبشأن مستقبل التسوية، بعد قرار ترامب، قال: "يجب ألا نلتفت لأي مشروع تسوية خاصة أن الموقف الأمريكي صار واضحًا، فهو يريد سلام اقتصادي مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وسلام مع الدول العربية، ودولة فلسطينية بشكل رئيسي في غزة، وحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية، وتوسع غزة تجاه مصر".

ونوه إلى أن الرئيس عباس يتمسك بدولة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس، لكن تساءل: إلى متى سيصمد (عباس) في وجه الضغوط التي تتعرض لها السلطة؟.

كما شدد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية على ضرورة إعادة دور منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وضم جميع القوى السياسية، وهذا يأتي من خلال عقد مجلس وطني يختار أعضاؤه بالانتخاب على أساس التمثيل النسبي الكامل أو بالتوافق، والاتفاق أيضًا على الحد الأدنى من البرنامج السياسي.

وقال "المنظمة مكسب حقيقي للشعب الفلسطيني، يجب أن نحافظ عليه".

وطالب مهنا الرئيس عباس التخلص من سياسة الهيمنة والتفرد التي يمارسها، مضيفاً "يجب حشد كل طاقات الشعب الفلسطيني في النضال ضد الاحتلال وممارساته وخاصة في الأراضي المحتلة سنة 48".