لا يوجد يهودي (عاقل) يفكر في الهجرة إلى منطقة ساخنة من فلسطين. ولا يوجد مستثمر (عاقل) يطمح للثراء في منطقة تعج بالحروب. تعتمد الدعاية اليهودية من أجل جلب موجات من المهاجرين اليهود إلى فلسطين على تزيين المنطقة في أعين المهاجرين، وإبراز محاسنها، وإظهار دولة الاحتلال في وضع المسيطِر، القادر على فرض الأمن في المنطقة. (إسرائيل) تؤكد لمهاجريها باستمرار أنها قادرة على تأمين حياة الرفاهية والأمن والسلام في منطقتها، وهي تدلِّل على مصداقيتها من خلال استمرارها في إنشاء المستوطنات وآلاف الوحدات السكنية داخل الضفة الغربية، دون ان يتعرض المستوطنون لأية مضايقات، بل وتؤكد حالة الأمن تلك بمستوى التنسيق الأمني العالي بينها وبين السلطة الفلسطينية إلى درجة قيام السلطة بإعادة مستوطنين وجنود يهود إلى دولتهم إذا ما عثرت عليهم في مناطق مأهولة فلسطينياً.
إن ألف باء تأكيد الرفض الفلسطيني للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة يقضي بنشوب مقاومة عنيفة ضد المستوطنين، تقنعهم بأنه لا أمن ولا سلام ولا راحة لهم ما بقوا في الضفة الغربية. ويبقى على عاتق القوى الفلسطينية المختلفة أن تتوصل فيما بينها إلى تفاهم، بل وتعاون من أجل فرض أسلوب المقاومة العنيفة ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية.
لقد اتفقت جميع الفصائل الفلسطينية على وثيقة الوفاق الوطني في عام 2006م، حيث اتفق الجميع على إقامة الدولة الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967، واستخدام كافة أساليب المقاومة ضد الاحتلال في هذه الأراضي. وهذا هو الحد الأدنى الذي اتفق عليه، دون أن يُسقط الحق في بقية أراضي فلسطين المحتلة. وعليه فإن هذه الفصائل الفلسطينية عليها واجب وطني أن تفعِّل المقاومة المسلحة ضد المستوطنين في الضفة الغربية، وعلى السلطة الفلسطينية أن تدافع عنها وتحمي ظهرها، وتقنع العالم بشرعية هذه المقاومة، خصوصاً بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي أدان الاستيطان في الضفة الغربية.
إن شعبنا الفلسطيني البطل، ورجاله الأشدّاء لا يجب أن ينتظروا إذناً من أحد من أجل القيام بما هو واجب وطني وواجب ديني، لأنه لا استئذان في العمل الواجب. وإن أقصر طريق لمنع المهاجرين اليهود من التفكير في الهجرة إلى فلسطين أو إلى مستوطنات الضفة الغربية هو العمل المسلح، تؤازره كل أساليب المقاومة الأخرى. وإن مسئولية القوى الوطنية والإسلامية تكوين حاضنة لانتفاضة الضفة من خلال تشكيل قيادة لها، وتقديم المساعدات المادية لكل متضرر، وتوكيل محامين لكل المعتقلين، وتوقيع وثيقة شرف تقضي بتخوين كل مَن يتسبب في اعتقال فلسطيني بسبب نضاله الوطني أو يتسبب في إصابته أو استشهاده، ومحاكمته وفقاً للقضاء الثوري. إن طريق الانتفاضة معروفة إن كانت الفصائل تريدها، والأيام كفيلة لتكشف الصادق من الكاذب.