اعتبر محللان سياسيان أن المجتمع الدولي تقاعس أمام قضية القدس التي لا تمثل قضية شعب أو مدينة محتلة فحسب، بل إنها "تمثل الأمن والسلم الدوليين" وفقهما.
واعتبر المحلل السياسي عماد محسن، أن ردة الفعل الدولية على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، "دون المستوى المطلوب"
وقال محسن لـ"فلسطين"، "الجميع كان يتوقع من المجتمع الدولي وقفة أكثر جدية أمام مسألة تمس الأمن والسلم الدوليين، لأن اعتبار القدس عاصمة موحدة لـ(إسرائيل) يعني أن لا أمن أو سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط في المدى القريب أو المتوسط".
وأضاف: قرار ترامب يعني أن حمام الدم الذي لم يتوقف في المنطقة منذ قيام الكيان الصهيوني حتى هذه اللحظة، لن يتوقف في المرحلة القادمة، وطالما أن الأمر يمس الأمن والسلم الدوليين، فينبغي ويتوجب على المجتمع الدولي أن يكون له موقف آخر.
وتابع: صانع القرار في دولة الاحتلال، وضع في تقديراته عندما أقدم على خطوة بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، أنواع وأشكال ردة الفعل، "فإن كانت قاصرة على المسيرات الغاضبة والاعتصامات الاحتجاجية وبيانات الشجب والاستنكار والرفض، فهذا كله دون المتوقع وبالتالي تحت السيطرة، ويذهب بعيدًا في قراره".
أما إن وصل الأمر بالمساس بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية، من خلال المقاطعة الاقتصادية، فإنهم سيفكرون مرتين قبل الذهاب بعيدًا في قراراتهم، في إشارة إلى الأمريكان والإسرائيليين كما يرى محسن.
من جهته، قال المحلل السياسي طلال عوكل: إن أمريكا و(إسرائيل) تواجه ضغوطات سياسية وقانونية واقتصادية ومعنوية، لكن من غير المتوقع أن يخوض المجتمع الدولي حربا ضد أميركا بعد قرار ترامب في 6 ديسمبر/ كانون أول الجاري، بشأن القدس.
وقال عوكل لـ"فلسطين": "على العرب أن يتقدموا ويرفعوا السقف، وأن تستفيد المجموعة العربية من أن فلسطين دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك من مشروع قانون إنهاء الاحتلال، ومشروع قانون ابطال القرار الأميركي".
وشدد على ضرورة تقديم شكوى ضد أميركا والاحتلال الإسرائيلي في المؤسسات الدولية، منوهًا إلى أهمية اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين.
واعتبر أن الحراك العالمي حتى الآن؛ معقول لأن حلفاء أميركا عبروا عن رفضهم ومعارضتهم للقرار الأميركي.
وتابع "المظاهرات في الدول الأوروبية مهمة، يحركها متضامنون وجاليات، والمطلوب رفع المستوى في الفترة القادمة لأن المعركة طويلة هذه المرة، وبات الصراع مفتوحا على الحقوق الفلسطينية, والأهم توفر رؤية موحدة".
وشدد على أهمية تقدم العرب بمشاريع قرارات في المنظمات الدولية ضد ما تقوم به الولايات الأميركية، ومطالبة العرب والمسلمين بأخذ إجراءات تشمل وقف عملية التطبيع، وكذلك اتخاذ إجراءات تجاه السفارات الأمريكية في العواصم العربية، كاستدعاء السفراء.
وقال عوكل "يجب أن يكون هناك حركة تأخذ طابعا إجرائيا، وعدم الاقتصار على المواقف، لو تحقق ذلك، سنصبح أمام معطيات جديدة".