فلسطين أون لاين

​القدرة: الاحتلال يتعمد القنص بالمناطق العلوية والسفلية

قناصة الاحتلال يستهدفون شبان غزة بغية شل حركتهم

...
الاحتلال يستهدف المدنيين بغزة تصوير / ياسر فتحي )
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

طوال 30 دقيقة متواصلة، ظل الشاب زاهر أبو الحسنى ينزف دما بعدما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه سبع رصاصات متفجرة أصابته في قدميه، الجمعة قبل الماضية، خلال مشاركته بالمواجهات الشعبية قرب السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الـ48.

في تلك اللحظة حاول رفاقه المنتفضون إنقاذ حياته، إلا أن محاولتهم تلك فشلت بسبب كثافة الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، حتى تمكن أحدهم من إعادة قذف قنبلة غاز نحو تمركز الجنود وعلى إثر ذلك سحب "أبو الحسنى" نحو منطقة آمنة خلف تلة رملية.

على الفور نقلت طواقم الإسعاف والطوارئ أبو الحسنى (18 عاما) وهو فاقد للوعي إلى مستشفى العودة، شمال القطاع قبل أن ينقل على وجه السرعة ولخطورة وضعه الصحي إلى مجمع الشفاء الطبي، غربي غزة، ويخضع لعمليات جراحية عاجلة بعدما استقرت رصاصتان متفجرتان بساقيه تسببتا في تهتك العظام والأنسجة.

وعلى أحد أسرة مجمع الشفاء بدا على أبو الحسنى علامات الإنهاك، ويروي تفاصيل الحادثة قائلا: "خرجنا بعد ظهر الجمعة برفقة عشرات الشبان، عقب المظاهرات الشعبية نحو السلك الحدودي شرق جباليا.. الساعات الأولى كان رد الجنود بالغازات الخانقة، قبل أن ينقلب الحال".

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "عند المغرب نجحنا بوضع علم فلسطين على السلك الشائك وفي نفس الوقت بدأ الجنود بالخروج من ثكناتهم والانتشار خلف السواتر الرملية، حينها أصبح إطلاق الرصاص الحي والغازات شديدة الاختناق بشكل جنوني، وأنا أثناء هروبي أطلقوا عليّ سبع رصاصات متفجرة، اثنتين أصابتاني".

استدراج الضحايا

وفي الجهة المقابلة لسرير أبو الحسنى، كان أفراد من عائلة النذر يترقبون بقلق خروج ابنهم "محمد 23 عاما" من العملية الجراحية الثانية التي خضع لها، عقب إصابته بعيار متفجر في قدمه أثناء مشاركته في المواجهات الشعبية رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل).

وتحدث الوالد المفجوع بإصابة ابنه "أبو فوزي" قائلا: "شارك محمد في العديد من المظاهرات التي خرجت بعد قرار ترامب، لم أرغب بمنعه لأن ذلك واجب وطني ولكني لم أتوقع على الإطلاق أن يعود بإصابة خطرة في قدمه، فالمظاهرات سلمية وبالحجارة فقط، إلا أن الجنود كان هدفهم التسبب بإعاقة حركية دائمة لمحمد".

أما تفاصيل إصابة الفتى عطا العجلة (17 عاما) فلم تختلف كثيرا عن سابقيه، إذ أكد أن جنود الاحتلال يستدرجون الشبان إلى أقرب نقطة من السياج الأمني قبل إطلاق الرصاص بشكل كثيف ثم محاصرة كل من يحاول الاقتراب من المصابين عبر قنابل الغاز.

ويقول العجلة لصحيفة "فلسطين": "الجمعة قبل الأخيرة لم تكن عادية بالمطلق، القناصة والجنود انتشروا بكثافة على طول السياج في موقع ناحل عوز العسكري، شرق القطاع، وكل من حاول الاقتراب أو رفع العلم أو إشعال الإطارات المطاطية كان يتعرض لإطلاق رصاص حي ومتفجرة نحو الأجزاء السفلية من الجسد".

محددين

بدوره، قال أشرف القدرة، الناطق باسم الوزارة في تصريح أمس: "إن الاحتلال يسير في خطة تتكون من محددين في استهداف المواطنين العزل، الأول هو انتهاج سياسة القنص المباشر باستخدام الأعيرة النارية والمتفجرة وقنابل الغاز الموجهة، والمحدد الثاني استخدام مفرط من قبل الاحتلال لغازات مجهولة ضد المواطنين العزل وطواقم الإسعاف والصحفيين".

وأضاف: "هذه الإصابات تتركز وفق منهجية القنص المباشر في المناطق العلوية والسفلية من الجسم لا سيما في مناطق المفاصل، وهذا يعني أن الاحتلال لديه توجيه مباشر لجنوده بأن يكون إطلاق النار إما للموت أو لإحداث شلل أو لإحداث إعاقة".

وأوضح القدرة أن هذا الأمر شاهدته وعاينته الطواقم الطبية من حجم الإصابات التي تصل إلى المستشفيات حيث توصف إصابات الجرحى بأنها عميقة وواسعة إضافة إلى أنها تحدث تفتتًا في اللحم والعظم في المنطقة المصابة.

وأشار إلى أن جزءًا من الإصابات تسببت في بتر في الأطراف، موضحا أن أحد المصابين في الجمعة الثالثة تم بتر إحدى قدميه.

وعن الغازات السامة قال: "هذه الغازات تحدث تشنجات وإجهادًا عامًّا وتسارعًا في دقات القلب إضافة إلى التقيؤ والغثيان والسعال الشديد الذي ينتاب المصاب".

وأوضح أن "جزءًا من هؤلاء المصابين يمكث لساعات طويلة في المشافي وهذا لم تعهده الطواقم الطبية من قبل في تعاملها مع الغازات المسيلة للدموع التي كان يلقيها الاحتلال سابقًا".