صوتت 128 دولة في الأمم المتحدة لصالح الحق الفلسطيني ضد الباطل الأمريكي الصهيوني الزاعم بأن القدس عاصمة (إسرائيل) الأبدية في حين رفضته 9 دول بما فيها أمريكيا و(إسرائيل) وامتنعت عن التصويت 35 دولة مما يعني بطلان قرار ترامب الساقط أصلا قانونيا بفعل قرارات الامم المتحدة السابقة التي تعتبر القدس أرضًا محتلة عام 1967م. فماذا يعني هذا التصويت في العرف الدبلوماسي والسياسي:
إن الفعل السياسي له تأثير وتأثيره قوي على الأرض إن أتقنا مهارة الممارسة السياسية وتشربنا اللعبة السياسية وأدواتها، فالسياسي لا يعرف للهزيمة مكان فلا يحبطه ضعفه ولا يكسره تخاذل وتأمر الآخرين، بل يجب أن يكون متفائلا دائما، ومبتسما ويتقبل الأمور بسعة صدر، لأنه يعرف أن عقارب الساعة تدور ولا تقف وهكذا السياسية تدور ولا تقف فلا تبقي دولا مهيمنة ودولا مهيمن عليها، فالتاريخ الحديث خير شاهد فأين انجلترا العظمى، وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا والاتحاد السوفيتي وغيرها أصبحت دولا محصورة جغرافيا وسياسيا. الدول التي رفضت أو امتنعت عن التصويت لا يعني أنها معادية يجب انهاء الدبلوماسية السياسية معها أو تصنيفها موالية للعدو الصهيوني باستثناء دولة الاحتلال المسمية (إسرائيل) بل تتطلب منا السياسة أن نجتهد بالعمل الدبلوماسي والسياسي الجاد والمكثف معها لتوضيح حقنا التاريخي الغائب عنها أو التي طمسته مصالحها مع أمريكا وإسرائيل فلم تعد ترى حقنا .. فالدول في حالة تغيير مستمر وأرضها متحركة ورواد سياستها في حركة دورانية سريعة فلا ثوابت في السياسة فعدو اليوم قد يكون صديق بعد لحظات وليس غدا لذلك العمل الدبلوماسي الجاد مطلوب مع تلك الدول الرافضة والممتنعة عن التصويت لصالحنا هذا من جهة .. ومن جهة أخرى مطلوب ارسال رسائل شكر خطية للدول الحليفة والصديقة التي وقفت مع الحق الفلسطيني بل يجب أن يرتقي العمل السياسي والدبلوماسي معها إلى تحريك وفود دبلوماسية مكوكية لها لتقديم الشكر الجزيل قولا وعملا مع حمل هدية رمزية تجسد مدينة القدس موسومة ب"القدس عاصمة فلسطين". الدول العالمية اليوم تسجل موقفا مشرقا في تاريخها الأممي عندما وقفت في وجه أكبر وأعتى دولة في العالم "أمريكيا" التي قفزت عن العرف السياسي واللغة الدبلوماسية مع الدول لأول مرة علانية في تهديد بعضها معنويا وماديا بل وصل الأمر التهديد الصارخ العلني حين هددت بعض الدول المستفيدة من المساعدات الأمريكية بسحب تلك المساعدات وتعرية هذه الدول أمام خصومها عندما تتخلى أمريكيا عن دعمها العسكري والمالي والدبلوماسي، ومع ذلك تقف معظم الدول أمام مسؤولياتها الدولية والأممية فإن هذا يبنى عليه كثيرا وعلى الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية تلقف هذه المواقف والتقارب منها والوصول إليها وتعزيز العمل الدبلوماسي معها وصولا للتحالف أو الصداقة معها لتكوين جبهة دولية ضاغطة في الأمم المتحدة لانتزاع المزيد من القوانين الدولية المؤيدة والمناصرة للحق الفلسطيني.