فلسطين أون لاين

رئيس وزراء ماليزيا: سننصر القدس ولن نخاف من أميركا

مظاهرات نصرة القدس داخل الوطن وخارجه مستمرة للأسبوع الثالث

...
عواصم- غزة/ ربيع أبو نقيرة- محمد عيد

شهدت، الجمعة الثالثة، لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتاريخ 6 ديسمبر، القدس عاصمة لدولة الاحتلال، مسيرات جماهيرية حاشدة داخل الوطن وخارجه، دفاعا عن عروبة وإسلامية القدس، ونصرة لمقدساتها.

وشارك آلاف المواطنين، في مسيرات جماهيرية حاشدة جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية، ولافتات وطنية تؤكد تمسك الفلسطينيين بعاصمتهم القدس، والمسجد الأقصى المبارك، وأخرى تؤكد تمسكهم بالمقاومة.

وتدفق المشاركون صوب ميدان العودة وسط مدينة رفح، عقب أداء صلاة الجمعة، وسط هتافات "ع القدس رايحين شهداء بالملايين"، و"القدس مش للبيع".

وقال القيادي في حركة حماس، منصور بريك: إن "دول العالم تعلم يقينا أن المحتل الغاصب لا وجود له في القدس، ولا يحق للولايات المتحدة الأمريكية الانفراد في قرارها الذي يلغي ويهيمن على القرارات الأممية بشأن القدس".

وثمن بريك، خلال كلمته المركزية، وقوف أحرار العالم مع حق شعبنا الفلسطيني بالقدس، قائلا: "رسالتنا اليوم واضحة وضوح الشمس وهي التراجع عن القرار الأمريكي، واعتراف أمريكا بحقوق شعبنا، وإدانة الاحتلال".

وأضاف: "الضفة انتفضت والقدس انتفضت.. وغزة تغلي فوق الأرض وتحت الأرض بكل فصائلها نحو لحظة فاصلة مع العدو المجرم"، مجددا: "رغم سلاحهم (الاحتلال) وجبروتهم سننتصر لأننا أصحاب حق وقضية عادلة".

وطالب الدول العربية التي تقيم علاقات مع الاحتلال، بقطع علاقتها العربية فورا، وإلغاء اتفاقيات التسوية التي أعطت الاحتلال شرعية إضافية إلى القرار الأمريكي.

ودعا الجماهير العربية والإسلامية لمواصلة حراكها للتأثير على حكوماتها لقطع العلاقات مع الاحتلال، كما دعاهم للبدء في حراك جماهيري منظم نحو إغلاق السفارات الأمريكية والإسرائيلية في عواصم بلدانهم.

واستدرك: "شعبنا جزء من الأمة العربية والتي يجب عليها أن تقف باتجاه دعم الفلسطينيين والحفاظ على القدس التي تمثل رمزا للعرب والمسلمين في أرجاء المعمورة".

كما دعا الجريح محمد أبو جزر -بترت قدماه واستشهدت زوجته جراء قصف الاحتلال منزله في حرب عام 2014- العرب والمسلمين والمجتمع الدولي لتحمل مسئولياتهم تجاه القضية الفلسطينية وخاصة القدس.

وقال أبو جزر، خلال كلمته: "رسالتنا اليوم هي رسالة الشهيد القعيد إبراهيم أبو ثريا، والذي فدا القدس بدمائه وروحه، ولسان حاله يقول لنا: لا تفرطوا بالأقصى ولا تتنازلوا عن حق العودة"، مضيفا: "نعاهدك يا إبراهيم أن نبقى على العهد وألا نفرط بالأرض والقدس".

وفي وسط القطاع، شارك الآلاف في مسيرة جماهيرية بمدينة دير البلح وسط القطاع،

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أحمد الكرد، خلال كلمته المركزية، أن حق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس متجذر ومقدس، وكل محاولات التزوير ستبوء بالفشل.

وشدد الكرد أن شعبنا الذي أحبط مؤامرة بوابات الأقصى سيفشل هذه المؤامرة (وعد ترامب)، مشيرا إلى أن مواصلة الفعاليات التي تنظمها حركة حماس والفصائل الفلسطينية هي للتأكيد على أهمية مدينة القدس في الصراع مع الاحتلال.

كما شهدت المحافظة الوسطى، مسيرة جماهيرية حاشدة في مخيم النصيرات، وجابت شوارع المخيم، وصدح خلالها المشاركون بهتافات للقدس والمقاومة.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، أن القدس هي قدسنا ولن تقبل القسمة، وأن هذه الجماهير الحاشدة التي تخرج في كل مكان في فلسطين المحتلة تؤكد تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، ورافضة لقرار المجرم ترامب.

ورحب البطش، بالانتصار المعنوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، محذراً من الانخداع في القرار كونه غير ملزم، داعياً الجماهير للاستمرار في الانتفاضة نصرة للقدس والمقدسات.

وأكد أن الانتفاضة ستبقى على سلم أولويات حركة الجهاد الإسلامي وباقي فصائل المقاومة، محذراً الاحتلال من التمادي في عدوانه، وأن المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي أمام جرائمه.

وشدد البطش على أن الخطوات القادمة ستتمثل في التركيز على نقاط المواجهة مع الاحتلال، على ضرورة تشكيل قيادة ميدانية في الضفة لمواصلة انتفاضة القدس، وتعزيزها وصولا لإزالة الحواجز التي تقطع أوصال الضفة.

وشمال القطاع، شارك الآلاف في مسيرة جماهيرية حاشدة، تنديدا بالقرار الأميركي.

ودعا القيادي في حركة حماس، سهيل الهندي، الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن قرارها باعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وجدد الهندي، التأكيد أن حركة حماس ثابتة على عهدها بعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال على أرض فلسطين وماضية في طريق الجهاد حتى تحريرها من دنس الاحتلال.

وفي الداخل المحتل، شارك الآلاف في قرية جديدة المكر، بمسيرة جماهيرية نصرة للقدس.

وتقدم المسيرة لافتة عريضة منددة بقرار ترامب، كتب عليها "أميركا هي الطاعون والقدس عربية فلسطينية".

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات مؤكدة أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية.

مسيرات عالمية

وفي السياق، تقدّم رئيس الوزراء الماليزي، نجيب رزاق، آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في العاصمة الإدارية لبلاده، بوتراجايا، وذلك تضامنا مع مدينة القدس، وقال "لن نخاف من الولايات المتحدة".

وقال رزاق في كلمة له خلال مشاركته في الفعالية التضامنية: إن "بلاده ستفعل كل ما بوسعها لإنقاذ القدس".

وأضاف "لن نخاف من الولايات المتحدة ولا من علاقتنا الوثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وتابع رئيس الحكومة الماليزية قائلاً وسط هتافات المتظاهرين، بعد صلاة الجمعة: "نعم، زرت البيت الأبيض، وأعرف ترامب معرفة جيدة، لكن لن نتنازل عن حرمة الإسلام".

وأوضح "نحن ثابتون على موقفنا، ندعم إقامة فلسطين حرة ذات سيادة، ونطالب بفلسطين بكرامة وفخر.. نريد القدس الشرقية عاصمة لفلسطين".

كما أكد نائب رئيس الوزراء أحمد زاهد حميدي، أن ماليزيا لم تكن ضمن الدول المتسلمة الرئيسة للمساعدات المالية من أميركا، وإنما فقط مساعدات تقنية من جهة الأمن والدفاع.

وأضاف حميدي في تصريحات للصحفيين على هامش التظاهرة، أن بلاده لن تركع أمام التهديد الأميركي بوقف المساعدات المالية عن الدول التي تصوّت لصالح قرار يدين اعترافها بالقدس عاصمةً للاحتلال.

وتابع زاهد بوصفه أيضا وزيرا للداخلية "في رأيي، لا ينبغي أن تستخدم أميركا أسلوب التهديد لأن التصويت كان رأي المجتمع الدولي سويا".

وفي الهند، نظمت عشرات الوقفات في مدن هندية عديدة، أكد المشاركون فيها رفضهم قرار ترامب وتأكيدهم على إسلامية مدينة القدس، ونقلت صفحة القدس في بث مباشر وقفة بنيودلهي على حسابها بفيسبوك.

فيما واصل الأردنيون، مسيراتهم الاحتجاجية ضد قرار الرئيس الأمريكي.

وشهدت العديد من محافظات المملكة ومدنها، عقب صلاة الجمعة، فعاليات شعبية ووطنية، وأخرى دعت إليها الحركة الإسلامية.

وانطلقت مسيرات في جرش واربد (شمالاً) والزرقاء (وسط) وفي محافظة الطفيلة (جنوباً) ومخيم حطين الخاص باللاجئين الفلسطينيين وفي منطقة القويسمة بالعاصمة عمان وغيرها من المدن الأخرى.

وانطلقت فعالية اربد، والتي انطلقت من أمام مسجد نوح القضاة وسط المدينة، وصولاً إلى إشارة الإسكان (تبعد عن المسجد مسافة 1.5 كم).

وشارك في المسيرة مئات الأردنيين والأردنيات، تقدمهم عدد من القيادات الإسلامية كنعيم خصاونة، نائب الأمين العام ومسئول الملف الفلسطيني في حزب جبهة العمل الإسلامي وغيره من القيادات.

وردد المشاركون العديد من الهتافات المنددة بالقرار، ومنها : "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و "من اربد تحية .. لأهل القدس الأبية" و "ياللي طالع من صلاتك ..قدم للأقصى حياتك" و "الهجمة الأمريكية. بدها نخوة إسلامية" ، وغيرها من الهتافات الأخرى.

ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها "لبيك يا أقصى" و "القدس عاصمة فلسطين الأبدية" و "يا سائلاً عن فلسطين وحالها .. أبشر فما زال العز في رجالها"، وعبارات أخرى تعبر عن رفض القرار الأمريكي والوقوف إلى جانب القدس.

وعلت الأعلام الفلسطينية والأردنية، وصور للمسجد الأقصى رؤوس المشاركين.

وقال الخصاونة: "أوجه تحية للإنسانية العالمية التي وقفت مع نفسها ضد قرار ترامب اللا إنساني ، بالأمس 128 دولة من دول العالم صوتت بـ"لا" لقرار ترامب".