فلسطين أون لاين

​مختصان: قرار الأمم المتحدة "خطوة مهمة" بحاجة لتطبيق عملي

...
غزة- نور الدين صالح

اعتبر مختصان في القانون والعلاقات الدولية، أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية الدول الأعضاء ضد القرار الأمريكي بشأن القدس "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح".

وعّد أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية د. خليل حسين، أن قرار الجمعية العامة يأتي في سياق الرد على الصلف والتعنت الامريكي تجاه القضية الفلسطينية والقدس خاصة.

وقال حسين خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": إن تصويت 128 دولة في الجمعية العامة، يمثل شريحة كبيرة من الرأي العام العالمي على الصعيدين الشعبي والدولي.

وأكد أن هذا التصويت يُمثل إدانة واضحة للسياسات الامريكية تجاه القضية الفلسطينية، والقدس، منبّهاً في الوقت ذاته، أن "قرار الجمعية يفتقد لوجود آليات تنفيذية تُجبر الولايات المتحدة على التراجع عن قرارها".

واستدرك "لكن التصويت يُعتبر ضمن السياقات المعتمدة في الأمم المتحدة، وتعطي الصورة السيئة لها، في التعامل مع القضايا العربية وخاصة الفلسطينية".

وعند سؤاله عن كيفية تأثير قرار الجمعية العامة على الولايات المتحدة وإلزامها به، أجاب استاذ القانون الدولي "من الصعب الوصول لمرحلة يكون لقرار الامم المتحدة تأثير على الولايات المتحدة".

لكنه أكدّ أن التأثير الحقيقي يكون في مجلس الأمن الدولي، "لكن امريكا تمتلك حق النقض فيه، لذلك لا يمكن اصدار قرار ضدها"، وفق رأيه.

وبيّن أن قرار الجمعية العامة يمكن تطبيقه إذا توفرت بعض الشروط به، وهو أن يمتنع مجلس الأمن عن القيام بمهامه تجاه القضية الفلسطينية، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة تتأثر بالقرار من الناحية الاعلامية والاخلاقية على الصعيد العالمي.

ولفت حسين إلى أنه لا يمكن إلغاء القرار الأمريكي بشأن القدس إلا بوسائل قوة، وهي عبر مجلس الأمن، الذي يحق له مناقشة أي عمل يهدد الأمن والسلم الدوليين، معتبراً قرار القدس "يهدد الأمن الدولي"، وفق رأيه.

خطة استراتيجية

ولم يختلف كثيراً الخبير في العلاقات الدولية في لبنان د. عقل كيروز، عن سابقه، حيث أكد أن قرار الجمعية العامة "خطوة ايجابية، لكنها تتطلب تطبيقاً عملياً على أرض الواقع".

وقال كيروز خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": "يجب وضع خطة استراتيجية وطنية، من شأنها الضغط على أمريكا للتراجع عن قرارها، خاصة في ظل تعنتها والتمسك به".

ورأى أنه يمُكن تنفيذ قرار الجمعية من خلال تشكيل لجنة سرية لمتابعته والتواصل مع الولايات المتحدة، بهدف إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية وخاصة القدس، التي تتعرض للتصفية.

وفي السياق، أعرب عن أسفه لامتناع بعض الدول عن التصويت، واصفاً إياها بـ "الضعيفة التي تهاب أمريكا وتخشى قطع المساعدات والدعم لها".

وأضاف أن القضية الفلسطينية تعيش في أصعب مراحلها، خاصة في ظل القرارات الأمريكية "التعسفية" من جهة، وانشغال بعض الدول في صراعاتها الداخلية.

وانتقد الخبير في العلاقات الدولية، تعامل بعض الدول العربية مع القضية الفلسطينية وعدم وضعها على سلم أولوياتها، كونها تمر في مرحلة عصيبة، مطالباً إياهم بضرورة اتخاذ خطوات جدية وملموسة على أرض الواقع.

واستبعد أن يتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بشأن القدس في الوقت الراهن، في ظل عدم وجود عوامل ضاغطة بقوة عليه، وفق قوله.