فلسطين أون لاين

رنا زيادة.. ​"أفضل معلم فلسطيني لعام 2017"

...
غزة - مريم الشوبكي


نيلها لقب "أفضل معلم في فلسطين لعام 2017"، لم يكن "ضربة حظ"، بل نتاج مثابرة وإبداع وابتكار أساليب تعليمية تحبب الطالب بمادة الرياضيات، ومبادرات مميزة ومبتكرة توظف الرحلات المعرفية بالرياضيات وتجعلها "فصلًا" بديلًا لهن في البيوت.

نتحدث عن المعلمة "رنا زيادة" (38 عاما) إحدى الفائزتين بلقب "أفضل معلم في فلسطين" لهذا العام، فقد حصلت على اللقب مناصفة مع المعلمة "ازدهار ظاهر" من قلقيلية، ضمن مسابقة تنظمها وزارة التربية والتعليم العالي، ولأول مرة يشارك فيها معلمو قطاع غزة، فقد كانت مقصورة على الضفة الغربية سابقا.

"فلسطين" حاورت "زيادة" التي كانت أول معلمة تكسر الحصار على قطاع غزة وتصل شطري الوطن، بجمع طالباتها بطالبات من الخليل، فشعارها في الحياة "لا يوجد غير ممكن".

شعور وطني

تحدّثنا زيادة لـ"فلسطين" عن مشاركتها في مسابقة أفضل معلم فلسطيني لعام 2017، قالت: "وفق قواعد المسابقة، يرشح المعلم نفسه، ثم ترشّح كل مديرية معلمين اثنين وفق معايير وضعتها لجنة التحكيم، بعد ذلك تُقدم طلبات الترشح لوزارة التربية والتعليم في رام الله، ومن ثم يتم اختيار أفضل 20 معلما على مستوى الوطن، وقد قدمت طلب ترشّح في البداية، وتدرجت في مراحلها، حتى وصلت للفوز".

وأضافت: "المرحلة الثانية من المسابقة كانت المقابلات، خضع المعلمون الخمسة الذين تم اختيارهم من غزة لمقابلات مع لجنة من الضفة الغربية حضرت إلى غزة بعدما تعذر سفر المعلمين إليهم".

المرحلة الثالثة كانت إعلان نتائج المسابقة، وفيها فازت "زيادة" معلّمة الرياضيات في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات.

لم يكن بمقدور المرشحين الغزيين التوجه إلى الضفة لحضور الحفل الختامي للمسابقة، فتابعوه عبر "الفيديو كونفرنس" في مقر وزارة التعليم بغزة، وهكذا "زيادة" تلقت خبر فوزها.

وعن المشاعر التي انتابتها لحظة إعلان فوزها، قالت: "كنت واثقة جدا بعملي، ولكن مسألة حصولي على اللقب كانت ما بين الممكن والمستبعد، وكان قليلٌ من القلق مطلوبا، فالناجح كلما شعر بالقلق تقدّم أكثر، وهذه اللحظة كانت نتاج مسيرة 13 عاما في سلك التعليم".

وأضافت: "لحظة إعلان اسمي كأفضل معلمة تغلب الشعور الوطني على الشعور الشخصي، لكون معلمة فلسطينية من غزة حصلت على اللقب، لأن لغزة خصوصية، فهي تعيش تحت الحصار، والإمكانيات فيها شحيحة، والمعلم هنا يعمل في ظروف صعبة"، مشيرة إلى أنها مُنعت أكثر من مرة من السفر من أجل الالتحاق بدورات تدريبية أو المشاركة في حفلات خارجية.

وعمّا يميز زيادة لتكون أفضل معلمة للعام الحالي، أوضحت أنها استطاعت تغيير اتجاهات الطالبات نحو مادة الرياضيات، واستخدمت أساليب حببتهن فيها ورفعت من تحصيلهن الدراسي.

وأشارت إلى أنها أول معلمة غزّية تعاونت مع دكتور جامعي في الجامعة المفتوحة في ماليزيا خارج غزة في بحث عن التمكين الرقمي في التعليم، بالإضافة إلى أنها أول معلمة توظف الرحلات المعرفية في الرياضيات من خلال تصميم تطبيق يمكن تثبيته على الهواتف المحمولة لطالباتها في الصف الحادي عشر في الفرعين الأدبي والعلمي، ليكون التطبيق بمثابة فصل بديل موجود داخل البيت.

إنجازات وطموح

ليس كل معلم يمكنه الترشح لمسابقة أفضل معلم في فلسطين، كما أوضحت زيادة، إذ من شروط الترشح أن يكون للمعلم إنجازات تربوية معترف بها، وبالنسبة لها فمن إنجازاتها في الفترة القليلة الماضية حصولها على جائزة دولة فلسطين للإبداع والبحث التربوي لعام 2015، وعلى المركز الأول في مسابقة "إلهام فلسطين" لنفس العام، كما فازت بمسابقة "مبادرتي" التي أطلقتها وزارة التعليم بغزة لعام 2016.

على الصعيد المهني، تتمنى تعميم المبادرات والإنجازات التي قامت بها لما لها من مردود واضح على تحصيل الطلبة واتجاهاتهم نحو مادة الرياضيات، أما طموحها على الصعيد الشخصي فهو إكمال الدراسات العليا، والبقاء كمعلمة تزرع الأمل في طالباتها اللاتي تغرس فيهن مبدأ "لا يوجد غير ممكن".

وأهدت زيادة فوزها باللقب لجميع المعلمين الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة، وحثتهم على المشاركة في كل المسابقات، لأن الظروف الصعبة الذي يعيشها المعلم هي التي تزيده قوة وإصرارا وتجعله قادرا على المنافسة.