فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

استطلاع حكوميّ إسرائيليّ: ثلث المراهقين اليهود في أمريكا متعاطفون مع حماس

"الوجه الآخر لقبول التسوية".. ما حقيقة دوافع موافقة نتنياهو على الاتِّفاق مع لبنان؟ محلِّلون "إسرائيليُّون" يجيبون

"كفيتوا ووفيتوا".. نشطاء عبر الفضاء الرَّقميِّ يشيدون بدور لبنان في دعم غزَّة

بعد وقف النَّار مع لبنان.. حملة "النَّصر الكامل" الإسرائيليَّة عبر "إكس" تنهار

"ملحمة الطُّوفان بيومها ال 418"... القسَّام تبثُّ مشاهد تفجير آليَّات وإسقاط مسيرة استخباراتيَّة في بيت لاهيا

قصَّة "متخَّابرة" تستدرج زوجات أسرى بغزَّة للحصول على معلومات لصالح الاحتلال

"حزب الله" يُعدّ تشييعاً "شعبياً" لأمينه العام السابق حسن نصر الله

شحُّ الدَّقيق وغلاء الأسعار... حرب ثانية يعيشها النَّازحون جنوب القطاع

الأمم المتحدة: الجيش الإسرائيليّ رفض 41 محاولة للوصول إلى المحاصرين شمال غزة

هذه تفاصيلها... خطَّة جديدة بين السُّلطة والاحتلال لوأد المقاومة بالضَّفَّة الغربيَّة

​"أبو ثريا" مبتور القدمين.. ركَّع (إسرائيل)

...
الشهيد إبراهيم أبو ثريا خلال مشاركته في المواجهات على الحدود (تصوير / ياسر فتحي )
غزة - نبيل سنونو

حتى لحيته اكتست لونا أسود غامقا كذلك الذي يعلو علم فلسطين، توحي للناظرين ببأسه في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي بترت قدميه يومًا، واعتدت عليه لمرات ومرات، لكنها ظلت تهابه وهو يقول: "مش حنستسلم".

"بوصل رسالة لجيش الاحتلال الصهيوني.. هذه الأرض أرضنا، ومش حنستسلم. أمريكا لازم تنسحب من القرار الذي عملته"، كان العشريني إبراهيم أبو ثريا يقول كلمات ليست كالكلمات، بعدما نزل عن كرسيه المتحرك، على مقربة من الحدود الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة.

أبو ثريا، (29 عاماً)، يُذكّر لون بشرته بقمح البلاد الأصيل، ويعود بتر قدميه إلى استهداف إسرائيلي سنة 2008، حسبما قال مقربون منه لصحيفة "فلسطين".

هذا الرجل، ذو الوجه المدور كرغيف خبز اتخذ حمرةً حماسية دفاعا عن بلاده، كان يتوجه دوريا لمنطقة الحدود الشرقية مع فلسطين المحتلة، ليقول "لا" في وجه (إسرائيل).

ويقول جار لـ"أبو ثريا" يدعى "أبو محمد"، للصحفيين، إنه كان يتوجه إلى هناك كل جمعة ويلقي الحجارة صوب جنود الاحتلال، ولطالما تمنى الشهادة.

وألهب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في السادس من الشهر الجاري، اعتراف بلاده بالقدس المحتلة "عاصمة" للكيان الإسرائيلي، مشاعر الشاب أبو ثريا، الذي قال في مقابلة صحفية أجريت معه سابقاً، إن الشعب الفلسطيني "شعب الجبارين".

ورغم عدم قدرته على الوقوف، فإنه طلب تعليق علم فلسطين بنفسه على عامود في المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة سنة 1948.

ولطالما تحدى أبو ثريا الواقع، إذ قال خلال اللقاء الصحفي: "رحت هناك (إلى الحدود) كي أعرِّفهم (جنود الاحتلال) أن لدي بتر ولست خائفاً، فما بالك من ليس لديه بتر؟ معنى الكلام أن الشعب الفلسطيني لا يخاف، ومن دون سلاح نواجه اليهود وعدونا بالحجر".

وأمس، كان أبو ثريا على موعد مع مواجهة جديدة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمدينة غزة.

وفي هذه المواجهة، حمل الشاب "مقلاعا" ليقذف جنود الاحتلال بالحجارة، قائلا: "الله أكبر"، وفق شاهد العيان حسن الكردي، الذي تحدث للصحفيين.

يقول الكردي: "كان واقفا يكبر، وممسكا بالمقلاع هكذا (يشير بيديه إلى طريقة حمله).. أكل الطلق (أصيب) في رأسه، وقلب عن الكروسة (كرسيه المتحرك)... واستشهد على المطرح (فورا)".

ويضيف الشاب العشريني أيضًا، أن (إسرائيل) تطلق على المتظاهرين نصرة للقدس، وحتى على المقعدين منهم، الرصاص الحي.

وتتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار الحي على الفلسطينيين، الذين يتظاهرون دفاعا عن القدس على الحدود مع فلسطين المحتلة، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.

وبحسب الكردي، فإن "أبو ثريا" استشهد بعدما استهدفه "قناص" إسرائيلي.

وسبق لـ"أبو ثريا" أن أصيب بقنبلة غاز على الأقل، عدا عن بتر قدميه، وفقا لشهود عيان تحدثوا للصحفيين.

يتابع الكردي بأن "أبو ثريا" طلب الشهادة ونالها.

في قلب مستشفى الشفاء، تجمع مئات المواطنين في استقبال جرحى وشهيدين بينهما أبو ثريا، استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهرهم نصرة للقدس.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، في تصريح صحفي، إن "أبو ثريا" (29 عاما) استشهد بعد تعرضه لإصابة بالرأس برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، على الحدود الشرقية لمدينة غزة.

استقبل الجميع "أبو ثريا" استقبال الأبطال، فهو الذي بترت (إسرائيل) قدميه، لكنها ركعت أمامه، ولم تقوَ على تحمّل هتافاته: "القدس لنا.."، فأصابته ببطش أسلحتها النارية.

رحل "أبو ثريا" جسدا، لكن وصاياه وكفاحه ضد الاحتلال لا تزال تنطق بها كل عين وقلب في غزة.