فلسطين أون لاين

​زعم أن الإدارة الأمريكية جادة في التوصل إلى تسوية

شخصيات تنتقد تصريحات "الجبير" وتعتبرها مخالفة للموقف الفلسطيني

...
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير (أرشيف)
رام الله-غزة/ عبد الله التركماني

انتقدت شخصيات سياسية فلسطينية تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووصفت تصريحاته التي قال فيها "إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جادة بشأن إحلال التسوية بين (إسرائيل) والعرب"، بـ"السخيفة".

وأعرب الجبير في تصريح لقناة "فرانس 24" الإنجليزية، أمس، عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جادة بشأن إحلال التسوية بين (إسرائيل) والعرب.

وذكر وزير الخارجية السعودي، أن الأمريكيين يعملون على أفكار ويتشاورون مع كل الأطراف وبينها السعودية ويدمجون وجهات النظر التي يعرضها عليهم الجميع، مشيرا إلى أنهم قالوا إنهم يحتاجون لمزيد من الوقت لوضع خطة للتسوية في الشرق الأوسط وعرضها.

تعويم الوجه القبيح

وندد تيسير خالد‍، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بمحاولات بعض المسؤولين العرب تعويم الدور الاميركي المدمر لما يسمى عملية التسوية ‍والمتساوق مع الاحتلال الاسرائي‍لي، بعد أن تجاوزت الادارة الاميركية كل الخطوط الحمر وفقدت اهليتها تماما في رعاية جهود التسوية السياسية.

وقال خالد في تصريح اليوم: "الادعاء بأن الادارة الاميركية تعكف على إعداد خطة سلام وأنها جادة بشأن التوصل لاتفاق تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولا تزال تعمل على مناقشة تفاصيل خطتها المقترحة مع اطراف عربية، يتناقض مع الموقف الفلسطيني ومع قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير في القاهرة وقرارات مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي الاستثنائي في اسطنبول ‍ولا ينسجم ‍مع أفعال الادارة الاميركية وتطابق سياستها مع السياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية لدولة (اسرائيل)".

ودعا خالد بعض الأشقاء العرب -وخاصة أولئك الذين تربطهم علاقات متطورة ومتميزة مع الولايات المتحدة الأميركية- إلى استخدام تلك العلاقات في الضغط على الادارة الامريكية للتراجع عن قراراتها بشأن القدس والتراجع عن سياستها المعادية لحقوق الشعب عوضا عن استخدام تلك العلاقات وسيلة للضغط على الجانب الفلسطيني ووسيلة لخداع الرأي العام الفلسطيني والعربي ‍والاقليمي والدولي ووسيلة لتجميل الوجه القبيح لسياسة الادارة الاميركية.

بدوره، وصف الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، تصريحات وزير الخارجية السعودي بشأن عمل الإدارة الأمريكية على "خطة سلام"، بأنها سخيفة.

وعبر الصالحي في تصريح مكتوب، اليوم، عن رفضه الشديد لتصريحات "الجبير" التي زعم فيها أن هناك "خطة سلام أمريكية جادة تعمل عليها إدارة ترامب".

وقال: "إن هذا الموقف سخيف ويناقض المواقف الفلسطينية والعربية والإسلامية وحتى الدولية، وهي المواقف التي عبرت بشكل واضح عن رفضها للسياسة الامريكية واعتبرتها تقويضاَ لعملية السلام" برمتها.

وشدد على عدم السماح بجعل القضية الفلسطينية ثمناً لأي مواقف أو حسابات خاصة في أي دولة عربية أو غير عربية، مضيفاً: "إن الموقف الفلسطيني بإنهاء الرعاية الأمريكية للعملية السياسية جاد، ومطلوب من الدول العربية أن تحترم هذا الموقف وأن يكون هناك جهد لمحاسبة أمريكا على قرارها وانحيازها لـ(إسرائيل) في موضوع القدس، وليس المرور مر الكرام على هذا الموقف وكأنه شيء لم يكن".

وأضاف: "المقترح لأي خطة سلام جدية، يجب أن يتم عبر الأمم المتحدة وفي مركزها جدول زمني لإنهاء الاحتلال على أراضي دولة فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس كما اعترفت بها الأمم المتحدة".

من جهته، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية د. علاء أبو عامر، تمسك الجبير بوجود مبادرة تسوية أمريكية جادة، وحديثه عن نزاهة الموقف الأمريكي تجاه قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، "يضع المملكة بموقف المتناقض والرافض لمقررات قمة اسطنبول الإسلامية التي أقرت برفض أي وساطة أمريكية بعد اليوم".

وأضاف أبو عامر خلال منشور كتبه في فيسبوك اليوم: "وتشير تصريحات الجبير إلى انه ورغم خطورة قضية القدس على مجمل الصراع في المنطقة إلا ان القدس تصبح قضية ثانوية في الصراع الأكبر من وجهة نظر المملكة وهو الصراع مع إيران ومحورها، والذي تعتمد فيه السعودية للأسف على تحالفها مع اسرائيل وبعض دول المنطقة العربية".

وتابع: "السعودية ستخسر كثيراً إذا أصرت على مثل هذا الموقف في نهاية المطاف وستمنح خصومها في المعسكرين التركي القطري والإيراني السوري اللبناني العراقي هدايا مجانية لحصارها سياسياً وأخلاقياً في ظل ازماتها الداخلية والخارجية وهذا سيهدد وجودها ولن تحميها الولايات المتحدة ولا ربيبتها (إسرائيل)".